قام وفد من غرفتي صناعة دمشق وتجارتها أمس بزيارة تفقدية لمدينة عدرا الصناعية للوقوف على حقيقة وحجم الاضرار التي لحقت بالمنشات الصناعية العامة والخاصة جراء العاصفة المطرية.
التي شهدتها معظم المحافظات السورية، الزيارة شملت جولة ميدانية على كامل مساحة القطاع الخامس من المدينة الصناعية التي نالت الحصة الاكبر من الاضرار التي اتت على منشات بكاملها من مواد أولية وبضاعة جاهزة وخطوط انتاج وآلات ومعدات ومكاتب إدارية وأضرار بشرية في حين تراوحت أضرار المنشآت الأخرى بين المتوسطة والخفيفة.
رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس أكد أن حجم الأضرار كبيرا جداً، حيث لا يزال أصحاب المنشات المتضررة وحتى يوم أمس وعلى الرغم من مرور أكثر من عشرة ايام غير قادرين على إحصاء الخسائر المادية التي تعرضت لها منشآتهم نتيجة مياه السيول التي لا تزال متجمعة وبكميات جيدة داخل هذه المعامل، مبينا أن الهدف من الجولة هو معرفة حجم هذه الاضرار وتنظيم محضر مشترك بالتعاون مع المعنيين في المحافظة لتقييم هذه الخسائر الكبيرة التي حلت بالمنشات الصناعية وتكثيف الجهود وطلب تشكيل لجنة مختصة لتقييم الاضرار وإيجاد حلول مناسبة وتدعيم المدينة الصناعية لتلافي وقوع مثل هذه الكوارث الطبيعية في المستقبل ورفد المدينة الصناعية بالمعدات والآليات المناسبة لمواجهة تلك الظواهر والطلب من الحكومة تعويض الصناعيين من خلال قروض ميسرة، كاشفاً عن وجود تحرك قريب لغرفة الصناعة لتعويض جزء من خسائر الصناعيين بهدف اعادة اقلاع هذه المعامل من جديد.
من جهته أمين غرفة تجارة دمشق المهندس محمد حمشو أكد أن الهدف من جولتهم هو الاستماع إلى مطالب الصناعيين والبحث عن الطريقة أو الآلية لمساعدتهم بالشكل الذي يمكن معه التخفيف من حجم الكارثة التي أتت على كامل بعض المنشآت وتقديم الدعم اللازم لإعادة اقلاع هذه المنشات من جديد، مؤكدا على ضرورة التعاون مع إدارة المدينة الصناعية بعدرا ومحافظة ريف دمشق بهدف بناء خطوط سيل جديدة تكون قادرة على استيعاب أي هطولات مطرية في المستقبل في حال تكررت الحادثة.
وطالب حمشو الجهات المعنية بتشكيل لجنة لتقدير الاضرار والتعويض على الصناعيين.
من جهته مدير المدينة الصناعية بعدرا فارس فارس أكد ان الاضرار لحقت بأكثر من 10 منشات من القطاع الخاص و5 منشات من القطاع العام وان التقديرات الأولية للأضرار تشير إلى مئات ملايين الليرات، موضحا أن إدارة المدينة لم تتوان عن اداء دورها في منع هذه الكارثة إلا أن حجم الأمطار والسيول كان كبيرا ولم تتمكن الاليات ومعدات المدينة من منع هذه السيول في الوصول إلى المنشات، موضحا أن المشكلة ليست في البنى التحتية للمدينة وإنما في مجاري السيل التي لم تستوعب حجم الأمطار الكبيرة مبيناً أن المطلوب إجراء مسيلات للمياه تكون قادرة على استيعاب أي كميات من الأمطار.
ومن مدينة عدرا الصناعة انتقل الوفد إلى منطقة القابون والتقى عدداً كبيراً من أصحاب المنشآت الصناعية واستمعوا إلى مطالبهم والمشكلات التي تعترض سير عملهم.
الدبس أكد على ضرورة إعطاء الصناعيين فرصة للبدء بالعمل خلال الفترة القادمة قبل اتخاذ القرار النهائي والبدء بتنفيذ المخطط التنظيمي للمنطقة، مبيناً أن العديد من المنشآت جاهزة للعمل ولا ينقصها للإقلاع سوى البنى التحتية من ماء وكهرباء، لافتا في الوقت نفسه أن ملكية الصناعيين لهذه العقارات لن يمسها شيء وستبقى لهم ويمكنهم بعد إجراء المخططات التنظيمية أن يستفيدوا من هذه الملكيات.
ومن جهته أوضح حمشو أن الجولة كانت بهدف الاطلاع على واقع هذه المنشآت مشيرا إلى أن البعض مؤيد لفكرة نقل المنشآت إلى عدرا الصناعية إلا أن في الوقت الحالي هناك بعض المصانع جاهزة وبعضها دخل العملية الإنتاجية، وهم يطالبون بالسماح لهم خلال هذه الفترة بالبقاء في منشآتهم ريثما يتم الانتقال إلى عدرا ولاسيما الذين معاملهم جاهزة للعمل أو تلك التي تحتاج إلى ترميمات بسيطة إضافة إلى تأمين الخدمات العامة منوهاً بأن معظم أصحاب هذه المعامل وضعهم المادي لا يسمح لهم حاليا بالانتقال بعد تعرضت منشآتهم للتدمير وبالتالي السماح لهم بالبقاء ريثما يتمكنون من تأمين تمويل إقامة منشأه في منطقة عدرا الصناعية.