بحجة رغبة الولايات المتحدة الأميركية بالحل السياسي في سورية، والذي تبحث عنه منذ سنوات دون خطوة جادة واحدة من قبل إدارتها، فإنها تدعم ميليشياتها المتطرفة كقسد وغيرها مما تسميها معتدلة في حين تشير الحقائق أن هدفها هو التقسيم وصناعة كانتونات تخدم أجنداتها المشبوهة كما تفعل قواتها ومستشاروها ومرتزقتها في مناطق شرق الفرات وشمال سورية.
وتحت ذريعة محاربة الإرهاب ومكافحة تنظيمات داعش والقاعدة تقصف أميركا المدن والقرى ال
سورية الآمنة بكل الأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة دولياً كقنابل الفوسفور الأبيض، ولا تكون النتيجة إلا على حساب السوريين الأبرياء الذين تقتلهم طائرات التحالف الأميركي بهذه الذرائع الواهية.
وأينما يجري الحديث عن حل للأزمة في
سورية أو تلميح لحوار سوري سوري أو خطة لترحيل الإرهابيين وتسليم أسلحتهم الثقيلة كما جاء في اتفاق سوتشي فيما يتعلق بإدلب، فإنها تسعى بكل ثقلها لوضع العراقيل واختراع الحجج الواهية لتأزيم المشهد برمته، وتدعم قسد وداعش لممارسة المزيد من الفوضى الهدامة.
وتتناغم واشنطن وكل أدواتها بالغرب والمنطقة مع النظام التركي الذي تدعي أنها على خلاف معه، فيلغّم الطرفان الأميركي والتركي الاتفاق ويخبئان أسلحة الإرهابيين التابعين لهما بالأنفاق ويسربان مخططاتهما الكيماوية المزعومة التي تخرج للعلن كلما رأينا واشنطن وهي في قمة الإفلاس الميداني والسياسي.
وتناور واشنطن أيضاً ومعها النظام التركي بورقة داعش ومحاولة تمديد فترة صلاحيته وإعادة إنتاجه وتعويمه كما يجري اليوم في مناطق شرق الفرات وفضح عملية الشد والجذب بين التنظيم المذكور وقسد تحت رعاية أميركا نفسها، وكل ذلك على حساب دماء السوريين الأبرياء الضحية رقم واحد لجرائم أميركا وحليفها التركي وبقية أدواتها بالغرب والمنطقة.
تحاول رسم خرائط المنطقة بما يتناسب مع أجنداتها المشبوهة وأجندات الكيان الإسرائيلي الإرهابية التوسعية معها ثم تدعي أنها تحمي المدنيين وتدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة وهي من ينتهك كل هذه القيم، وما يفعله طيران تحالفها يومياً عبر مجازره المروعة بحق المدنيين السوريين خير دليل وشاهد.
تمارس دعايتها الرخيصة ودجلها المفضوح على العالم كله فتدعي أنها تحارب تنظيم داعش المتطرف وأخواته فيما خطواتها تؤكد أنها تدعمها بكل السبل لممارسة المزيد من الفوضى الهدامة ومشاريع التقسيم والتفتيت للمنطقة برمتها.