تقديرا لما قدمه فنان الشعب الراحل رفيق سبيعي وما تركه من بصمة مهمة في الثقافة الشعبية السورية كرمت مديريتا التراث الشعبي وثقافة دمشق مساء امس الراحل الكبير بحضور عائلته واصدقائه وذلك في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة.
ولكون «أبو صياح» واحداً من الشخصيات الفنية السورية المرموقة التي تركت أثراً في صناعة الأغنية الشعبية التراثية الناقدة حيث لا تزال أغانيه ماثلة في وجدان الأجيال قدمت فرقة تخت دمشق الموسيقي للتراث بقيادة عازف الكمان بديع بغدادي باقة من الرصيد الفني الغني للفنان الراحل.
وبدأت الأمسية بعزف مقطوعة موسيقية بعنوان البديع «سماعي حجاز كار» تأليف الفنان بغدادي مهداة لروح فنان الشعب لتقدم بعدها الفرقة بمشاركة المطرب دياب مرعي أغاني عاشت في ذاكرة الجمهور منها «يا صلاة الزين» و«لا تمشي من هون» و«شرم برم كعب الفنجان» و«حالي من حالك يا جار» و«يا ست الدار» و«صفر يا بابور».
وقدمت خلال الأمسية مادة فلمية مستقاة من تصوير أغنية «الوطن السوري» وهي أخر الأعمال التي قدمها الراحل سبيعي بصوته من كلمات عبد الرحمن الحلبي وألحان صديق دمشقي كما استعرضت المادة سيرة موجزة عن حياة الراحل.
وقالت ابنة الراحل صبا سبيعي عن والدها وما قدمه لأبنائه من صدق ووفاء وغرس محبة الوطن في وجدانهم وتحويل هذه المحبة إلى ممارسة صادقة.
وكانت شهادات من عمل مع الراحل الكبير حاضرة في الندوة المرافقة للأمسية حيث بين الشاعر الغنائي عبد الرحمن الحلبي أن سبيعي قامة من قامات الفكر والفن والإبداع بشخصيته المعطاءة حيث قدم أصعب الأدوار بحضور محبب كما كان صاحب موهبة تفرد بها عن سواه تمثيلا وغناء وبفقده خسرنا عملاقا من عمالقة فن الزمن الجميل في سورية والوطن العربي.
وتحدث عن الموضوعات التي كان يطلبها منه الراحل الكبير لنظمها شعرا والتي كانت تصب في صميم الحياة وتلامس معيشة المواطن إضافة إلى الجوانب الوطنية التي لحن معظمها كبار الملحنين السوريين.
وتحدث أسامة شقير مخرج البرنامج الإذاعي «حكواتي الفن» الذي استمر سبيعي في تقديمه 12 عاما عن الجانب الإنساني الذي تمتع به الراحل مؤكداً أنه لم يكن من رواد الفن السوري فحسب وإنما كان من مؤسسي تقاليد التعامل المسؤول والملتزم مع «الفن والكلمة» فكان مع كبار النجوم ثروة قيمة إضافة لما حمله من هاجس في نشر الثقافة والإرث السوري.
وتحدث الملحن إيهاب مرادني عن أول تعاون مع الراحل الكبير عام 2013 والانطباعات التي خرج بها من طيبة شخصيته ودقة كلامه مستعرضا اللفتات الإنسانية التي تمتع بها فنان الشعب قائلا:«الكبير كلما ازداد فنا ازداد تواضعا ومهنية واحتراما للآخر هذه كانت أخلاق رفيق سبيعي».
وقدمت مديريتا التراث الشعبي وثقافة دمشق درعاً تكريمياً لابنة الراحل صبا عربون وفاء لذكرى فنان الشعب.
يشار إلى أن الموت غيب الراحل سبيعي في كانون الثاني عام 2017 وهو من مواليد دمشق 1930 ومنحه القائد المؤسس حافظ الأسد لقب فنان الشعب ومنحه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2008 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ويعد سبيعي من رواد المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في سورية من خلال مئات الأعمال التي قدمها عبر تجربته الممتدة قرابة سبعين عاما فضلا عن أغانيه الوطنية والاجتماعية التي تناول فيها قضايا الإنسان السوري.