وتعتبر الباصية مرفأ طبيعي قديم عرف بأنه ميناء لنقل البضائع واعتبر بذلك من أقدم المرافئ الطبيعية على مر العصور، ويدل على قدم المنطقة وجود معالم أثرية هي عبارة عن مدافن منحوتة بالصخر حيث دفن فيها الرهبان الذين هربوا إليها للعبادة بعد أن سكنوها فترات طويلة في عصر الرومان.
وقام الأب ستيفان سالم وهو من محافظة اللاذقية في فترة الخمسينيات بشراء الأرض التي تقوم عليها المغارة ليبني عليها كنيسة ماتزال قائمة حتى الآن وأراد بناء دار للعجزة في نفس هذا المكان لكنه توفي قبل أن يقوم بذلك، وحسب أهالي المنطقة إن المغارة يعرفها الأجداد ومن سبقهم والكل تحدثوا عن قدوم السيدة “العذراء” إليها واستراحتها فيها ولتصبح تلك الكنيسة قبلة لكثير من الناس من بانياس وخارجها.
وتكونت تلك القرية في محيط المغارة التاريخية من الناس الذين أتوا اليها من قرى مختلفة وأماكن بعيدة بعد أن كان عدد المنازل هناك قليلاً جداً، ليقيموا فيها تباركا بالمغارة بعد أن ذاع صيتها.
عرفت المغارة باسم مغارة السيدة، أيضا لا تتجاوز مساحتها أبعاد غرفة صغيرة، فقد كانت سابقا مدفن عائلي بمساحة لا تتجاوز العشرين متراً مربعاً. وحطم المدفن من الجهة الغربية ليصبح بعدها باباً للمغارة.
وكانت تقام القداديس والصلوات في المكان بحضور الكثير من الحشود والوفود من ضمن المدينة والقرى المجاورة مثل بلدة الروضة وقرية الفيحاء، واستمرت إقامتها حتى فترة الستينيات حيث قلّت تدريجياً لغياب الاهتمام الكاف.
المصدر: موقع الغربال