“تاريخ السينما السورية” عنوان الفيلم الذي عرضته اليوم شاشة المركز الثقافي في أبو رمانة واستعرض ثلاثة عقود ونصف العقد من تاريخ السينما في سورية منذ بداياتها حتى مطلع الستينيات تاريخ انتاج الفيلم. الفيلم الذي عرض ضمن نشاطات مشروع /مدى/ الثقافي تطرق عبر عشرين دقيقة للفنون التي كانت موجودة قبل السينما وظهورها إلى حيز الوجود أواخر القرن الـ 19 ووصولها إلى بلاد المشرق مع بعض المستثمرين الجوالين في العقد الأول من القرن الـ 20 والمغامرات التي قام بها المنتجون الأوائل للسينما وما لاقوه من صعوبات. كما يوثق الفيلم الذي أخرجه يوسف فهدة لأول عمل سينمائي سوري “المتهم البريء” لأيوب بدر مرورا بالأفلام التي تلته حتى عام 1964 تاريخ إنتاج الفيلم. وبعد عرض الفيلم تحدث الناقد السينمائي نضال قوشحة عن تاريخ السينما السورية وآفاقها موضحا أن أول عرض سينمائي في البلاد كان عام 1908 بأحد مقاهي حلب حيث تم عرض مجموعة صور متحركة ولقي إقبالا كبيرا جدا وفي عام 1912 تكررت نفس التجربة في دمشق عن طريق توفيق شماس في مقهى العباسية بساحة المرجة حيث عرضت مقاطع من افلام أجنبية استهوت الجمهور الحاضر. كما لفت قوشحة إلى أن أيوب بدري كان أول من امتلك آلة تصوير سينمائية عام 1926 وأنجز فيلم /المتهم البريء/ عام 1928 وفي عام 1932 بمبادرة من رشيد جلال ظهر الفيلم الصامت /تحت سماء دمشق/ من انتاج شركة إليوس فيلم وإخراج اسماعيل أنزور وكان اكثر نضوجا فنيا لأنه اعتمد على مختصين ثم تلاه فيلم /نداء الواجب/ عام 1938 لأيوب بدري عن الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي. كما عرض قوشحة لتجربة نزيه الشهبندر الذي أنجز عام 1948 فيلم “نور وظلام” آخر فيلم سوري صامت لننتقل لمرحلة الصوت حيث أخرج أحمد عرفان خامس الأفلام السورية عام 1950 وهو “عابر سبيل” بطولة الفنان الراحل نجيب السراج وفي عام 1961 اخرج زهير الشوا فيلم “الوادي الأخضر” بطولة المطربة دلال الشمالي وخالد حمدي وعاد وأخرج فيلم “لعبة الشيطان” سنة 1966. وبين قوشحة انه خلال الوحدة بين سورية ومصر تم وضع دراسة لإنشاء مؤسسة عامة للسينما لتظهر إلى حيز الوجود عام 1963 حيث تبنت العديد من النتاجات السينمائية بأحدث الطرق المعهودة حينذاك. أما أول صالة سينما في سورية فأحدثت بحسب قوشحة عام 1916 وكان مبناها هو نفس مبنى مجلس الشعب حاليا تحت اسم جناق قلعة وتعرضت بعد أشهر قليلة لحريق أودى بأجهزتها ثم انشئت صالة أخرى في ساحة المرجة وسميت زهرة دمشق ليصل عدد الصالات في خمسينيات القرن الماضي إلى مئة صالة. وبينت رباب أحمد مديرة ثقافي أبو رمانة أن الفعالية قدمت إضاءة حول تاريخ السينما السورية بهدف تعريف الجمهور بالمبدعين السوريين الأوائل في السينما السورية وما لاقوه من صعوبات.