بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقامت جامعة دمشق أمس احتفالية ثقافية في المدرج السادس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكد المشاركون فيها أهمية اللغة العربية وضرورة صونها كونها تمثل الحصن المنيع لهوية ووحدة الشعب العربي والوعاء الذي يحمل إرثه الثقافي والحضاري.
ولفت المشاركون إلى أن اللغة العربية تمكنت عبر العصور من تجاوز الصعوبات والتحديات التي تعرضت لها ومحاولات النيل منها كونها تتمتع بالقدرة على التفاعل والاحتكاك مع باقي الثقافات والعلوم حتى أصبحت لغة حضارية شاملة داعين إلى تمكينها في مختلف ميادين الحياة لأن لا حضارة ولا فكر ولا هوية دون اللغة والتأكيد على أنها الأداة الأرقى في البحث والتأليف والإبداع.
وفي كلمة لها بينت الدكتورة فاتنة الشعال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق إن اللغة العربية تعد من اللغات الإنسانية السامية التي لا تزال محافظة على تاريخها اللغوي والنحوي منذ القدم ما أسهم في تعزيز قيمتها وعلو مكانتها. وأشارت الدكتورة الشعال إلى أن سورية من أوائل الدول التي أعطت اللغة العربية قيمتها وأهميتها وأولتها اهتماماً خاصاً كإنشاء مجمع خاص بها مهمته إصلاح اللغة وتنقيح الكتب والتشجيع على التأليف والتعريب إضافة إلى السماح للمعاهد والجامعات بافتتاح دورات متنوعة للتعليم الصحيح للغة العربية.
وتحدثت الدكتورة منيرة أبو فاعور رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة دمشق عن أسباب اختيار العربية لغة عالمية وسماتها والمكاسب التي حققتها من عالميتها مبينة أن تقارير علماء اللغات تشير إلى أن العربية تشغل المرتبة الرابعة من بين اللغات الأكثر انتشاراً من حيث عدد المتكلمين بها في العالم «أكثر من مليار ونصف المليار» وكان لها تأثير في لغات أخرى كالتركية والفارسية والكردية والإسبانية والمالطية وغيرها كما أنها تعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية.
وقدم الدكتور ذياب الراشد أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب عرضاً بعنوان «رحلة تراثية من دمشق إلى الأندلس» فيما قدم الدكتور اسماعيل مروة مجموعة من نوادر الشاعر والأديب العربي «أبي العلاء المعري» .