قريباً من الشارع المستقيم وفي القسم الشرقي من دمشق القديمة تقع كنيسة «القديس حنانيا» في محلة باب شرقي في الزقاق الذي استمد تسميته منها، وهي أقدم كنيسة عرفت خارج أسوار القدس وتشكّل مقصداً سياحياً مهماً يؤمه المؤمنون للحج من كل أصقاع العالم لرؤية المكان الذي كان المسيحيون الأوائل يجتمعون ويصلّون فيه.. وهي كنيسة قديمة وتحفة تاريخية، فهي بيت تحت الأرض يدخلها النور من الأعلى عبر نافذتين مدورتين يُنزل إليها من الجانب الشرقي عبر باب ضيق ودرج وهي مثلثة الشكل وضيقة جداً طولها من الجانبين عشرون قدماً وعرضها عشرة أقدام، وتتألف من غرفتين تمثل إحداها الكنيسة والثانية عرضت فيها سيرة القديس بولس، وقد كانت منزلاً للقديس «حنانيا» الأسقف الأول لمدينة دمشق وقد عرفت عبر العصور باسم «كنيسة الصليب» أو «المصلبة» ففي عام 1921 تمت حفريات أثرية فيها دلّت على إحدى حنيات الكنيسة، وجزء من بيت المعمودية وأثريات أخرى تتفرد بها الكنيسة البيزنطية، وقد حلت الكنيسة محل معبد وثني يرجع إلى القرن الثاني أو الثالث للميلاد وقد ذكرها «ابن عساكر» باسم الكنيسة «المصلبة».
استمدت هذه الكنيسة أهميتها من ظهور السيد المسيح فيها وشفاء القديس بولس «شاؤول الطرسوسي» على يد «حنانيا» واهتدائه وتعميده وتعليمه وهروبه من اضطهاد اليهود، حيث تم انزاله بسلة من على سور دمشق عند باب «زحل» (باب كيسان حالياً) هارباً من بطش الرومان واليهود واتجه إلى أوروبا من دمشق.