وصلت الحضارة الإنسانية إلى هناك منذ قرون طويلة ولت، ويصنفها الإيرانيون على أنها أول مدينة بُنيت منازلها من الطين والقش، ودون أن تعالج هذه المواد بالحرارة، وتحافظ هذه البيوت حتى يومنا هذا على طرازها المعماري وانضمت إليها بيوت حديثة بنيت على ذات المنوال، وهو ما جعل التناغم في عمارة يزد التاريخية مبرراً لوضع هذه المنطقة على قائمة اليونسكو، فالعمارة الخاصة بالصحراء والمزينة بالقباب والمنارات وممرات الرياح هي العوامل التي تجعل يزد مختلفة عن غيرها.
بنيت منازل يزد بطريقة تختلف عن الطراز المعماري الموجود في مناطق أخرى في إيران، سواء تلك التي تتبع الطراز الإسلامي أو ذاك الذي يعود إلى فترات سبقت دخوله للبلاد، وقسمت البيوت في يزد إلى أماكن إقامة صيفية وأخرى شتوية، فيساعد هذا الطراز المعماري الخاص سكان يزد على تحمل جفافها وحرارتها وخاصة في الصيف.
زار ماركوبولو مدينه يزد خلال سفره الى الصين ودعاها «مدينة يزد النبيلة والجميلة». ولازالت ملاحظاته تحمل ذات المعنى حتى اليوم لان شهرة اهالي هذه المدينة الصحراوية في الشرف والعمل الدؤوب بقيت كما كانت ولم تنقص.
وفن العمارة في يزد ربما كان من ضمن الفنون الفارسية التقليدية الاكثر من اي مكان آخر في إيران. فقد صمد بسبب الحر ومناخها الجاف ولم يطالها دمار المغول وسائر المعتدين. البادجيرات (جذب الريح) يمكن مشاهدتها من كاشان وحتى الخليج الفارسي الا انها شهدت أكثر تطورا في يزد.
وتعد يزد مركزاً لأتباع الديانة الزرادشتية في إيران. وتوجد في المنطقة عدد من معابد النار المقدسة والاماكن العبادية الخاصة بهم ويؤمها الكثير من معتنقي هذه الديانة من جميع أنحاء إيران. ومعبد النار المقدسة الرئيسي يقع في القسم القديم من المدينة ويحتفظ بالنار السرمدي الذي يعد مقدساً لدى الزرادشتيين.
وفي خارج يزد يمكن مشاهدة برجين مهجورين للسكوت، يعود تاريخهما الى القرن السابع عشر وكان هذا الموقع حتى قبل 40 ال 50 سنة مكاناً يترك فيه الموتى حتى تتحلل اجسادهم وتنهش النسور لحومهم.
والمعالم الاسلامية المهمة الأخرى في يزد ضريح سلجوق الذي كان متفانياً في حب الامام الثاني عشر للمسلمين الشيعة وكذلك مقبرة السيد ركن الدين وضريح السيد شمس الدين. اما ساحة امير چخماق هي الاخرى معلم هام جداً. وتوجد في يزد العديد من البيوت القديمة الجميلة جداً واهمها حديقة دولت آباد وفيه دار اقطاعي مسدسي الشكل يعود الى القرن الثامن عشر وفيه الكثير من الجدران والنوافذ المزدانة ببراعة ويوجد في يزد ايضا دار لاري الاثري.
المصدر: إذاعة طهران