التطوع خفقٌ في شرايين المجتمع وروح تسري فيه فتحييه، وهو عمل ريادي وسلوك حضاري يعزز قيم التعاون ويساهم في رقي المجتمع وازدهاره،ولا غنى لأي مجتمع عنه فهو فعل قيمي اجتماعي يستنهض طاقة كامنة للعمل لا حدود لها.
وانطلاقا من أهمية العمل التطوعي نظم فرع جمعية تنظيم الأسرة بالسويداء احتفالية تحت شعار «التطوع إنسانيتي والبناء مسؤوليتي» بمشاركة ممثلين عن الجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي بهدف نشر ثقافة العمل التطوعي من جهة واحتفالاً بجهود المتطوعين وتعزيز عملهم من جهة أخرى.
وتضمنت الاحتفالية التي استضافها الفندق السياحي عرض فيلم وثائقي يبرز نشاطات فرع الجمعية خلال العام الحالي وخدماته المتعددة من خلال المراكز والعيادات والفرق الجوالة التابعة له إضافة إلى عرضين مسرحيين للجنة شباب الجمعية حول نظرة المجتمع الخاطئة وتعامله السلبي مع مريض الإيدز والمرأة المطلقة.
ولفتت المديرة التنفيذية في جمعية تنظيم الأسرة السورية الدكتورة لمى الموقع إلى النشاط الملحوظ لفرع الجمعية بالسويداء فيما تقدمه من رعاية صحية ونفسية واجتماعية وتربوية، معتبرة أن مقومات نجاح العمل التطوعي تتمثل في تحديد الأهداف والحاجات والتخطيط والتنظيم إضافة إلى احترام جهود المتطوعين.
وأكدت رئيس فرع الجمعية إقبال حامد على أهمية العمل التطوعي المنظم في حياة المجتمع باعتباره من أهم روافد تنميته وازدهاره مبينة أن التطوع في جمعية تنظيم الأسرة يكتسب أهمية كبيرة لأنه يقدم خدمات متنوعة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو صحية أو تنموية أو قانونية.
مسؤولية مجتمعية
وأضافت حامد أن للأسرة والمدرسة دورا هاما في تعزيز العمل التطوعي من خلال تشجيع الأبناء على عمل الخير وغرس قيم العطاء الإنساني في نفوسهم، وللمؤسسات دورها أيضاً بتوفير بيئات العمل المناسبة للموظفين ورفع مستوى أدائهم وتوفير فرص التطوع وتعزيز الشراكة والتعاون بين المؤسسات.
وبين الصحفي عمر الطويل أن الإعلام ساهم في نشر ثقافة العمل التطوعي خاصة أثناء الأزمة التي مرت بها سورية من خلال تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه ودوره في عملية التنمية وإبراز دور المتطوعين الذين أثبتوا أنهم شركاء فاعلون في تنمية المجتمع وبنائه.
الدكتور جميل زين الدين وهو طبيب في الجمعية أشار إلى أن التطوع ينبع من فطرة الإنسان وحاجات المجتمع وهو ضرورة أخلاقية واجتماعية تجمع بين الانتماء والعطاء والرغبة الصادقة في مساعدة الآخرين دون مقابل من أي نوع.
أما الدكتور حمد الباروكي فيرى أن العمل التطوعي فرصة ليقوم كل فرد بواجبه تجاه المجتمع كما يمنح الشخص الرضا كونه يحقق منفعة لأشخاص ليسوا أقل منه ولكنهم بحاجة إلى دعم وتمكين.
تحقيق الذات
المهندسة هيام القطامي وهي متطوعة في الجمعية قالت: أؤمن بأهمية العمل التطوعي إيماناً مطلقاً لأنه يحقق الذات ويترجم الأخلاق والتربية إلى واقع ملموس، كما يشبع الحاجات النفسية للفرد ويكسبه الراحة والسعادة والطمأنينة، مشيرة إلى أن مفهوم التطوع ليس جديداً على المجتمع السوري بل هو متأصل فيه منذ زمن الآباء والأجداد ويظهر جلياً في مختلف الجوانب.
خبيرة الدعم الاجتماعي في الجمعية ساندي ناصر الدين قالت: أشارك في النشاطات التطوعية لأنني من خلالها أجد ذاتي وأحقق بعضاً من طموحي باستثمار طاقاتي في خدمة الإنسان والمجتمع.
قيمة مضافة
وترى المحامية آمال الحلبي أن العمل التطوعي يشكل قيمة مضافة لعمل الفرد لأنه يصقل شخصيته ويرسخ في نفسه قيم المحبة والعطاء والإحساس بالآخرين مشيرة إلى أن أهمية العمل التطوعي تعززت خلال سنوات الأزمة حيث ساهمت الجمعيات الأهلية في توفير الدعم الملائم للمواطنين في جميع المجالات ومنه الدعم القانوني بتقديم الاستشارة القانونية والمساعدة القضائية.
وعن تجربتها التطوعية قالت خبيرة الدعم النفسي في الجمعية همسة الباروكي: تطوعت في الجمعية منذ 6 سنوات وعملت مع الفريق الجوال المتخصص بدعم وتمكين المرأة ووظّفت دراستي في خدمة الجمعية، وأشجع الشباب على العمل التطوعي لأنه يكسبهم مهارات وخبرات جديدة ويضفي المتعة الى حياتهم.
وترى منسقة مركز الشباب في الجمعية هديل ناصر الدين أن العمل التطوعي يرسخ القيم الأخلاقية والمبادئ المثلى التي تعزز حيوية المجتمع وتنهض به معتبرة أن الإنسان يسمو في الحياة بقدر ما يعطي من خير لا بقدر ما يأخذ.
وعن تطوعه في الجمعية قال الشاب عدي النداف: جميل أن يكرس الإنسان جزءاً من وقته لمساعدة الآخرين دون مقابل وهذا من شأنه أن يعطي المتطوع ثقة بالنفس وحباً للآخرين وإحساساً بالمسؤولية.
ويبقى التطوع رسالة سامية تعني التكافل والتعاون والمشاركة والعطاء والمحبة وكلها معانٍ إنسانية نبيلة وأصيلة علينا جميعاً أن نتمثلها في سلوكنا اليومي.
المصدر