شهدت العلاقات السورية الروسية تطوراً ملحوظاً خلال العام الحالي حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر الماضية ما يقارب 30% وهي نسبة جيدة قياساً للظروف الاقتصادية التي مرت على سورية جراء الحرب التي أدت إلى تدمير البنى التحتية.
ونجاح العلاقات الاقتصادية لم يكن لولا العلاقات السياسية المتميزة ورغبة قيادتي البلدين بتعميق مستويات التعاون الاقتصادي للمساهمة بإعادة إعمار سورية.
ومن هنا تأتي أهمية اللقاءات الاقتصادية بين البلدين وآخرها اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة الروسية السورية في دمشق للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتي تم في ختام أعمالها التوقيع على الاتفاق الإطاري لتنفيذ خارطة الطريق للتعاون التجاري والصناعي والتأشير بالأحرف الأولى على اتفاق في مجال الأشغال العامة والإسكان واتفاقية التعاون العلمي والأكاديمي إضافة إلى اتفاق التعاون بين مجلسي رجال الأعمال السوري الروسي.
أهمية اللجنة العليا السورية الروسية تأتي هذه المرة كونها وضعت ملامح الخارطة المستقبلية لإعادة إعمار سورية والدليل الحضور المتميز لأكثر من 100 شخصية يمثلون أكثر من 20 شركة روسية في مختلف المجالات لتأسيس قاعدة صلبة لعلاقات راسخة ومتجذرة تحظى باهتمام ورعاية رئيسي البلدين.
سورية رحبت بمساهمة الشركات الروسية في عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب بما يعزز التعاون بين البلدين ويحقق مصالحهما المشتركة يضاف إليه الدعم الروسي لسورية في مجال مكافحة الإرهاب الذي أسهم في إعطاء بعد جديد لعلاقات الصداقة التاريخية القائمة بين البلدين وصولاً إلى تحقيق شراكة استراتيجية ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بينهما.
وهنا أيضاً لابد من الإشارة إلى دور اتحادات غرف التجارة والصناعة والمصدرين في سورية لتنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الفعاليات الاقتصادية والقطاع الخاص من الجانبين الروسي والسوري، حيث أشار نائب رئيس غرفة صناعة وتجارة روسيا فلاديمير بادالكا إلى المصالح المشتركة الكثيرة التي تجمع بين البلدين، لافتاً إلى أن مجلسي الأعمال مستمران بمناقشة المشاريع المشتركة ووضعها في التنفيذ.
الأمر كذلك بالنسبة للجانب السوري من خلال كلام رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي جمال قنبرية الذي أشار إلى أن المجلسين ركزا خلال النقاشات على توطين الصناعات ومجالات التجارة في سورية بما يؤدي إلى تخفيض تكاليف الإنتاج في مرحلة إعادة الإعمار إضافة إلى بحث سبل تذليل العقبات الماثلة أمام التبادل التجاري مع تنمية وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين شركات البلدين لتقوية الاقتصاد السوري وتعزيز التواصل المباشر بين رجال الأعمال وعلى دعم المشاريع السياحية ذات الجدوى الاقتصادية وتطوير قطاع النقل.