تصف زكاء ابنة الـ 23 عاماً معاناتها من كتلة في رأسها مدة ثماني سنوات، فتقول: عانيت من غياب عن الوعي أكثر من ساعتين وفقدان التوازن وأحاسيس لا توصف، وأشياء غريبة كانت تحدث لي، وأنا أقطن في قرية النيرب، وبسبب الحرب ووجود المسلحين لم أستطع العلاج. وتضيف زكاء: حذّرني الأطباء من خطورة إجراء العملية واستئصال الورم في رأسي، فقد كنت أمام خطر أن أصاب بشلل نصفي أو أفقد البصر أو النطق، ولاسيما أن ابني عمره سنة، لذلك انتظرت إلى أن يبلغ عامين ونصف العام لأجري العملية مهما كانت الأخطار. اختصاصي الجراحة العصبية في المشفى سليمان دلول قال: راجعت زكاء المشفى بقصة نوبات صرعية متكررة ومترافقة مع فقدان الوعي واضطراب في الرؤية، وتم التشخيص بورم دماغي كبير صدغي أيمن مع وذمة دماغية شديدة بأبعاد 3×3 سم، وكان لابد من إجراء العمل الجراحي في أسرع وقت، وبعد مرور 72 ساعة على استئصال الورم أصبحت المريضة في حالة مستقرة ومن دون حدوث عواقب جراحية ومن دون وجود خزل أو شلل في الأطراف. وأضاف دلول: إنه لولا وجود المجهر الحديث فائق الدقة الذي كان له الدور الكبير في عمليات الجراحة العصبية سواء في الدماغ والنخاع الشوكي الذي تم دعم المشفى فيه منذ عدة أشهر لما استطعنا إجراء هذه العمليات الحساسة والدقيقة في حلب، وقد كان المرضى سابقاً يذهبون إلى دمشق لإجراء هذا النوع من العمليات.