التسمية
اسم المدينة القديم "إمـِسا Emesa" مركب من "حم-إص Ham-Es"، حيث ترمز إص Es إلى تركيبة لاسم إله الشمس المحلي (إل-گبل) في الأزمنة القديمة. الاسم "Emesa" أو "Hemesa" يـُعزى أيضاً إلى "Emesenoi"، اسم القبيلة العربية التي حكمت المنطقة قبل ضم المدينة إلى الامبراطورية الرومانية. وغير معروف متى أصبح اسم القبيلة مرتبطاً بالمدينة، إلا أنه يـُعتقد عموماً أن الاسم اُستعمل في العصر الروماني
وكان سكان "إمِسا Emesa" العرب يسمونها "حمص"، والعديد منهم استوطنها قبل الفتح الإسلامي لبلاد الشام. استمر هذا الاسم خلال الحكم الإسلامي حتى يومنا هذا. وكان الصليبيون يعرفونها بإسم "لا شامل la Chamelle"، بالرغم من أنهم لم يحكموها قط. الاحتمال الثاني لأصل الاسم الحديث للمدينة هو أنه الصيغة العربية للاسم اللاتيتي للمدينة "Emesus"، المشتق من الاسم اليوناني "Emesa" أو "Emesos".
التاريخ
لعل أقدم موقع سكني في مدينة حمص هو تل حمص أو قلعة أسامة، ويبتعد هذا التل عن نهر العاصي حوالي 2.5 كم، ولقد أثبتت اللقى الفخارية أن هذا الموقع كان مسكوناً منذ النصف الثاني للألف الثالث قبل الميلاد، ولقد ورد اسم حمص محرفاً في وثائق إبلا المملكة السورية الشهيرة.
وتدل أخبار موثقة التي تمت في تل النبي مندو قرب حمص أن مدينة حمص عادت للحضور، وما زالت الدراسات الأثرية قاصرة عن تحديد تاريخ حمص في العصر البرونزي والحديدي. ولكن تاريخ حمص في العصر السلوقي يبدو أكثر وضوحاً، ذلك أن قبيلة شمسيغرام كانت قد أقامت سلالة ملكية عرفنا أسمائها من عام 99 م وحتى عام 133 م.
ثم كانت قبيلة كويرينا وقبيلة كوليتا في حقبة متأخرة ولبت حمص دورا هاما على مر التاريخ وذلك بسبب موقعها الواصل ما بين سورية الداخل والبحر المتوسط وما بين الشمال والجنوب وقد انجبت حمص اباطرة وملوك ومشاهير مثل الأميرة الحمصية جوليا دومنا والأباطرة كركلا ووايلا كبعل وسيفيروس الاسكندر والفيلسوف الحمصي لونجبنوس والطيب الشهير مارليان .
الجغرافيا
تقع حمص في القسم الأوسط الغربي من سورية على طرفي وادي العاصي الأوسط والذي يقسمها إلى قسمين، القسم الشرقي وهو منبسط والأرض تمتد حتى قناة ري حمص.
والقسم الغربي وهو الأكثر حداثة يقع في منطقة الوعر البازلتية. تبعد حمص عن دمشق 175 كم وإلى الجنوب من حلب على مسافة 200 كم وإلى الشرق منها تبعد تدمر 150 كم وإلى الغرب منها طرابلس لبنان على مسافة 90 كم.
أبواب حمص السبعة:
تعد مدينة حمص من المدن العريقة تاريخياً وقد تتالت عليها الحضارات واشتهرت بموقعها المتوسط. وقد كان لهذه المدينة عند الفتح الاسلامي أربعة أبواب (باب الرستن -باب الشام -باب الجبل -باب الصغير) وفي فترة المنصور إبراهيم جعل لحمص سبعة أبواب وهي:
باب السوق
وهو الباب الذي يعتقد أنه باب الرستن وكان يقع في الزاوية الجنوبية الفربية للجامع النوري.
باب تدمر
بقيت من اثاره بعض الحجارة المنحوتة ويعتقد أن موضعه يعود لقبل العصر الاسلامي اذ أن الطريق من حمص إلى تدمر كانت تمر عبره ويقع من الناحية الشمالية الشرقية.
باب الدريب
وقد ورد لدى بعض المؤرخين باسم باب الدير ومن الممكن أنه باب الشام ويقع من الناحية الشرقية.
باب السباع
ويقع إلى الشرق من القلعة ويفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية.
باب التركمان
يقع في الزاوية الشمالية الغربية للقلعة وحيث تلتقي القلعة مع سور المدينة ولاتزال من آثاره بعض الحجارة ويعتقد أن لاسمه علاقة بسكن القبائل التركمانية في حمص حوالي القرن الحادي عشر الميلادي.
باب المسدود
يقع إلى الشمال مباشرة من باب التركمان وقد نقش عليه أن بانيه منصور ابراهيم (637 -644) ويع في شمال القلعة.
باب هود
لم تبقى من آثاره الا بعض الحجارة ولربما ارتبطت تسميته بمقام النبي هود الذي كان يقع إلى الزاوية الجنوبية منه ويؤكد موضعه على أنه كان دائماً بوابة عبر العصور القديمة لمدينة حمص ويعتقد أنه باب الجبل.
وهناك حي اسمه باب عمرو أو بابا عمرو ومن غير المؤكد أنه الباب الثامن لمدينة حمص وسمي باب عمرو نسبة إلى عمرو بن معد يكرب.
المصدر: المعرفة