بالتوازي مع شعور التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بالقلق واقترابها من مصيرها المحتوم بالفناء استعرت نار الاقتتال مجدداً بين هذه التنظيمات في محاولة من متزعمي ومشغلي كل منها لتصدر المشهد الميداني في هذه المنطقة وتقديم أنفسهم «أمراً واقعاً» والتعامل معهم على هذا الأساس وتحصيل ما يمكن تحصيله من مكاسب تتيح لهم فسحة جديدة للبقاء.
وحسب مصادر إعلامية ومحلية فقد واصل إرهابيو «جبهة النصرة» هجومهم على معاقل
التنظيمات الإرهابية الأخرى في مناطق مختلفة من المنطقة منزوعة السلاح في
ريفي إدلب وحلب ما خلّف مئات القتلى والمصابين من الطرفين وتكبدهم خسائر كبيرة بالعتاد.
وأفادت مصادر إعلامية باشتداد وتيرة الاشتباكات بين
التنظيمات الإرهابية على عدة محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب أكبر المدن بريف حلب الغربي في محاولة مكررة من إرهابيي «جبهة النصرة» للسيطرة على هذه المدينة التي تضم أكبر التجمعات السكانية في المنطقة ما يتيح لهم حضوراً أقوى، وبالتالي فرض شروطهم على
التنظيمات الإرهابية الأخرى التي ما زالت ترفض تسليم إرهابيي «النصرة» عشرات المطلوبين لهم من إرهابيي الفصائل المنتشرة في الأتارب وبينهم نساء وسط رفض شعبي واسع لدخول إرهابيي «جبهة النصرة» المدينة، وذلك بالتوازي مع امتعاضهم بالأساس من سيطرة إرهابيي التنظيمات الأخرى على المدينة وريفها.
وأشارت المصادر إلى أن الاقتتال في شمال إدلب امتد أيضاً إلى القطاع الشمالي الغربي من الريف الحلبي حيث شن إرهابيو «النصرة» هجوماً على مناطق عدة يسيطر عليها إرهابيون مدعومون من نظام أردوغان «الإخواني» في حالة هي الأولى من نوعها، إذ لطالما رعى النظام التركي إرهابيي الطرفين على امتداد السنوات الماضية.
ولفتت المصادر الإعلامية إلى أن إرهابيي «جبهة النصرة» حاصروا مدينة الأتارب منذ صباح أمس الأول بعشرات الآليات العسكرية والدبابات بعد تمكنهم من السيطرة على منطقة جبل سمعان الاستراتيجية آخر معاقل إرهابيي ما يسمى «حركة نور الدين الزنكي» في المنطقة.
وعلى محور مدينة معرة النعمان بالريف الجنوبي أفادت مصادر إعلامية بدخول إرهابيي «جبهة النصرة» إلى محيط مدينة معرة النعمان وعدد من القرى المتاخمة لها في الساعات الأخيرة من يوم السبت الماضي بعد انسحاب تنظيمات تتبع لإرهابيي ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» من هذه المناطق التي كانت قد دخلتها قبل أقل من يومين وذلك بالتوازي مع إدخال تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي أرتاله إلى بلدات تلمنس والغدفة وجرجناز والحراكي شرق معرة النعمان، حيث يسعى إرهابيو التنظيم التكفيري إلى بسط نفوذهم وسيطرتهم على كامل المنطقة.