وتم اختيار يوم 21 آذار اليوم الذي يَحدث فيه الاعتدال الربيعي حيث يتساوى الليل والنهار بالطول وينقلب فصل الشتاء إلى ربيع.
النوروز عيد إيران القديم:
يعتبر النوروز واحداً من أقدم الأعياد التي يحتفل بها الشعب الإيراني. وتعتبر إيران الموطن الأصلي لهذا العيد، وإلى اليوم ما زال الشعب الإيراني يحتفل بهذا العيد.
والنوروز دائماً يبدأ مع بداية فصل الربيع ويعتبر أول يوم من السنة في كل من إيران وأفغانستان، كما يعتبر عطلة رسمية في البعض الآخر من الدول.
بناء على اقتراح أذربيجان تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ 23 شباط عام 2010م يوم 21 آذار يوماً عالمياً للنوروز، حيث جاء في قرار الاعتماد أن عيد النوروز عيدٌ ذو أصل إيراني ويعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام خلت واليوم يحتفل أكثر من 300 مليون إنسان على وجه الأرض بهذا العيد.
سبق هذا القرار تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لعيد النوروز باعتباره إرثاً عالمياً. وفي تاريخ 27/3/2010م تم عقد أول احتفال عالمي للنوروز في العاصمة الإيرانية طهران واعتماد مدينة طهران كأمانة عامة لهذا العيد.
زمان عيد النوروز:
يبدأ عيد النوروز من لحظة الاعتدال الربيعي والذي يطابق عادة يوم 21 أو 22 آذار- مارس من كل عام. حيث يعتبر هذا اليوم بداية للعام الجديد وفق التقويم الهجري الشمسي في كل من إيران وأفغانستان. في حين أن العديد من دول آسيا الوسطى ودول القوقاز يعتبرونه بداية لفصل الربيع ويحتفلون به، إلا أنهم لا يعتبرونه اليوم الأول من السنة إذ أن التقويم الميلادي هو التقويم المعتمد في هذه الدول.
قدم عيد النوروز:
لا أحد يعلم منشأ وقدم عيد النوروز على وجه الدقة، حيث ورد في بعض النصوص الإيرانية القديمة كتاريخ الطبري وديوان الشاعر الإيراني فردوسي باعتبار الحاكم الإيراني القديم جمشيد هو مؤسس عيد النوروز، فيما ترجع بعض الروايات التاريخية انتشار عيد النوروز في إيران إلى البابليين عندما سيطر كوروش الكبير على بابل، بينما يعتبر البعض النبي زرتشت مؤسس هذا العيد.
عيد النوروز في عصرنا الحاضر:
في كل عام يحتفل الناس بعيد النوروز باعتباره إرثاً ثقافياً يشير إلى الحضارة العريقة التي تتمتع بها هذه المنطقة. لكن بعض الحكومات منعت الاحتفال العلني بهذا العيد في بعض الفترات، حيث كان الاحتفال بعيد النوروز ممنوعاً من قبل النظام الشيوعي في دول آسيا الوسطى كتركمانستان وقرغيزستان وطاجكستان، كما أن حكومة طالبان في أفغانستان منعت الشعب الأفغاني من الاحتفال بهذا العيد.
جغرافيا النوروز:
تشمل المناطق التي تحتفل بعيد النوروز عدة دول. تختلف بعض هذه الدول في طريقة احتفالها بالنوروز، ففي أفغانستان يُعدُّ الشعب الأفغاني مائدة السبع فواكه فيما يُعدُّ الشعب الإيراني مائدة السبع سينات.
حيث تحتفل بهذا العيد جميع الثقافات الهندوأروبية كالثقافة الكردية والفارسية والأذرية والأفغانية والصابئة والمصريين القدامى، كما أن العديد من الدول تحتفل بعيد النوروز بشكل رسمي أو شبه رسمي وهي إيران، أفغانستان، طاجكستان، تركمانستان، العراق، تركيا، سورية، أذربايجان، اوزبكستان، قرغيزستان، قزاقستان، باكستان.
التقاليد والأعراف المرتبطة بعيد النوروز:
تنظيف البيت: يعتبر تنظيف البيت واحداً من أهم التقاليد المرتبطة بعيد النوروز والتي يقوم بها الناس أثناء استعدادهم لعيد النوروز حيث يقومون بمسح الغبار وغسيل وتنظيف كل ما في البيت. مازال هذا التقليد شائعاً في كل من إيران وطاجكستان وأفغانستان إلى يومنا هذا.
الموائد النوروزية:
الموائد النوروزية إحدى التقاليد المشتركة بين الشعوب التي تحتفل بعيد النوروز، فمائدة السبع سينات هي إحدى الموائد المعروفة في إيران وأذربيجان وبعض نقاط أفغانستان. هذه المائدة تضم سبعة أشياء تبدأ أسماء جميعها بحرف السين وهي سماق: السماق، سنجد: ثمار أحد أنواع الأشجار العطرية الشبيهة بالزيزفون، سمنو: إحدى الحلويات الإيرانية التي تصنع من القمح، سيب: التفاح، سير: الثوم، سبزه: الخُضرة، سكه: النقود وتشير جميعها إلى النضارة، المحبة، المودة، السعادة، الخير والبركة.
كما تضم هذه المائدة عادة نسخة من الكتاب المقدس حيث يضع المسلمون نسخة من القرآن الكريم فيما يضع المسيحيون نسخة من الإنجيل ويضيف بعض الناس إلى هذه المائدة بعضاً من ثمار الرمان والخبز والجبن وغصن سرو، لجميعها دلالات مشابهة للسينات السبع.
في مدينة كابل ومدن شمالي أفغانستان وبعض مدن باكستان تقترن مائدة الفواكه السبع بعيد النوروز، هذه الفواكه عبارة عن: الزبيب الأخضر والأحمر، الفستق، اللوز، الجوز، البندق، السنجد والمشمش. بينما يضع الناس في جمهورية أذربيجان التين على موائد النوروز من دون أن يعيروا للعدد سبعة أهمية.
الطعام النوروزي:
تعتبر الحلوة الإيرانية المسماة سمنو أكثر الطعام النوروزي شهرة. تصنع هذه الحلوى من حبات القمح الفتية، عادة ما يترافق إعداد هذه الحلوى مع تقاليد خاصة ففي إيران، أفغانستان، طاجكستان، تركمانستان، واوزبكستان تعد النساء والفتيات هذه الحلوى بشكل جماعي وينشدون في حين إعدادها الأناشيد والأهازيج الشعبية.
كما أن هناك بعض الأطعمة التي عادة ما تترافق مع عيد النوروز، ففي إيران يشتهر الأرز مع السمك وفي تركمانستان النوروزبامة وفي بخاري السمبوسك، وبشكل عام لكل منطقة طعامها وحلواها الخاصة الذي تصنعه في عيد النوروز .
زيارة الأقارب والجيران:
تقوم الشعوب التي تحتفل بعيد النوروز بمعايدة بعضها البعض في هذا العيد، حيث يقومون بزيارة وتهنئة الأقارب والجيران، كما يقوم البعض بزيارة قبور موتاهم ووضع بعض الورود على قبورهم.
يوم الطبيعة:
يحتفل الإيرانيون في اليوم الثالث عشر من شهر فروردين (الشهر الأول في التقويم الإيراني) بيوم الطبيعة. حيث يخرجون إلى الحدائق والغابات والمناطق الريفية، وفي طاجكستان توجد مراسم باسم اقتطاف الورود حيث يخرج بعض الناس للبحث عن الورود واقتطفاها ليقدموا بشرى انتهاء فصل الشتاء وبداية الربيع لأقربائهم وجيرانهم.
الاحتفال العالمي بعيد النوروز:
في تاريخ 2010/3/27م أقيمت في طهران فعاليات الدورة الأولى للاحتفال العالمي بالنوروز، واختيرت طهران لتكون الأمانة العامة لهذه الاحتفالية.
يجتمع في هذا الاحتفال قادة الدول التي تحتفل بالنوروز ويحيون هذا العيد التاريخي. وفي كل عام تستضيف إحدى هذه الدول فعاليات هذه الاحتفالية.