السجاد السوري صناعة تحمل تاريخاً عريقاً

الإثنين 5 إبريل 2021 - 09:07 بتوقيت غرينتش
السجاد السوري صناعة تحمل تاريخاً عريقاً

تاريخ صناعة السجّاد قديم للغايّة، ولعلّ هذه الصناعة من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان، حيث يُعتقد أنّ الإنسان نسج السجاد منذ قرون قبل الميلاد، وأن الموطن الأول لهذه الصناعة اليدوية هي السهول الأوراسية، وأواسط آسيا.

 ويُعتقد أن أقدم سجادة هي سجادة بازاريك التي يعود صنعها إلى نحو خمسمائة عام قبل الميلاد.

عُرفت صناعة المنسوجات في الحضارات السورية القديمة في مملكة ماري وايبلا وغيرها، وقدّ كشفت التنقيبات الأثرية ما يدل على ان الأموات في الحضارات السورية القديمة كُفّنوا بالكتان المنسوج.

أما صناعة السجاد اليدوي في سورية فتعود إلى 7 قرون ماضية؛ حيث اشتهرت دمشق، المعروفة منذ آلاف السنين بنسيجها "الدامسكو"، بإنتاج وتصنيع أجمل الأنواع والأشكال من السجاد المنسوج من الحرير الفاخر والمطرز بأجمل النقوش والرسوم التراثية والمحلية.

كانت الانطلاقة في القرن الرابع عشر، لتأخذ شهرة عالمية تحت اسم "السجاد الدمشقي" أو "السجاد المملوكي"، حيث تميّزت بألوانها الحمراء القرمزية والأصفر الذهبي والأزرق البحري وبنقوش هندسية ومنها النجفة "البحرة" ثمانية الأضلاع يحيط بها أغصان مستقيمة أو أشكال هندسية بينما يظهر في الإطار الأساسي اللويحات المستطيلة التي تحوي أشكالا نجمية.

وأيضاً اشتهرت مدينة تدمر كذلك بنسيج البسط ذات الألوان النباتية المتعددة والرسوم الهندسية، ولا يزال سكان بادية الشام ينسجون أنواعًا مختلفة من المنسوجات ذات الاستعمال اليومي.

تقول بعض المراجع بأنّ سجادة “كيخسرو” التي حصل عليها العرب من الفرس حوالي عام 636م، هي واحدة من أقدم السجاد المسجّل تاريخيًا حول العالم.

تبنى العثمانيون بدورهم هذه الصناعة في بلاد الشام، وازدهرت الصناعة بسبب وجود مهَرَة الصناع، ورعاية السلاطين لها، وبدأ النساجون من كرمان ودمشق والقاهرة يتوافدون إلى تلك البلاد.

صنع الأرمن بعد الحرب العالمية الأولى السجّاد في حلب، وكانت المواد الأولية المستعملة في تتألف من: الصوف والقطن والحرير.

ظلّت هذه الحرفة اليدوية يتوارثها الأبناء عن الآباء حتى منتصف القرن الماضي، ولكن بدأت الصناعة الآلية تنافسها فتخلى معظم العاملين اليدويين عنها، فقامت الحكومة السورية في منتصف ستينات القرن الماضي بتأسيس ونشر ما سُمّي “وحدات اجتماعية لتعليم صناعة السجاد اليدوي”، وانتشرت بشكل أساسي في الأرياف والمدن السورية الصغيرة، ووصل عددها في أواخر القرن الماضي إلى أكثر من مائة وحدة إرشادية.

استمرت صناعة السجّاد بالتطوّر، ودخلت الكثير من العوامل التي ساهمت في تغيير هذه الصناعة بشكل كبير، ولكن بالرغم من دخول الآلات الحديثة حافظت الصناعة التقليديّة على أهم خصائصها، واستمرت في إنتاج أجمل السجّاد الذي يحوي على أجمل الأشكال وأروع الألوان؛ لذلك يعتبر الكثيرون السجّاد على أنّه قطعًا فنيّة.

 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019