السيف الدمشقي أندر التحف وأفخر الهدايا

الأحد 11 إبريل 2021 - 14:08 بتوقيت غرينتش
السيف الدمشقي أندر التحف وأفخر الهدايا

حرفة صناعة السيوف متوارثة عن الآباء والأجداد ولقد برع الدمشقيون في صناعتها. ويعتبر السيف من أندر التحف وأفخر الهدايا وهو اليوم لدى بعض المهتمين تحفة تراثية ثمينة.

وتعود صناعة السيوف في بلاد الشام إلى عهود بعيدة، ترجع إلى ما قبل الإسلام، ويعتقد أنها ابتدأت في عصر ديوقلسيان الروماني، ثم برزت في العهد البيزنطي، إذ كان يجلب الحديد من مناجم الأناضول في أماسيا وأضنة وكيليكية العليا.

ازدهرت صناعة السيوف الدمشقية ابتداء من القرن العاشر الميلادي، وكانت تصنع وفق أسلوب خاص أطلق عليه "الدمشقة". ودخل هذا المصطلح إلى لغات عدة منها الفرنسية "Damasquinage" والإنجليزية "Damascening"، ومن أبرز نماذج هذه السيوف تلك التي صنعها عمال دمشقيون، واستخدمها الخلفاء الأمويون والعباسيون وسميت باسمهم.

ويتألف السيف الدمشقي من المقبض الذي يصنع من مواد خام اختيرت بدقة لضمان امتصاص العرق وثبات يد المقاتل، مثل قرن الجاموس أو وحيد القرن، أو من العاج أو الأخشاب القاسية، كما يغلف أحياناً بجلد طبيعي، وتأتي تحت المقبض واقية يد أو ما يسمى "البلجق" لحماية المقاتل من الضربات الساقطة على يده، ثم النصل الدمشقي الخاص الذي تميزه زخارف تكون في معظمها نباتية مصاغة من الذهب أو الفضة بدقة وإبداع لا متناهيين.

كما كانت تنقش عليه بعض الكتابات كالآيات القرآنية "إذا جاء نصر الله والفتح" أو الأبيات الشعرية، وكذلك العبارة الشهيرة، "لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار". وأخيراً، الغمد الذي كان ولا يزال يحظى بأكبر نسبة من الاهتمام والجمال التصميمي، ويغطى بنقوش من صفائح معدنية فضية أو ذهبية مشكلة يدوياً.

وللسيوف أنواع مثل:

السيف اليماني والهندي والقلعي: وهي سيوف كريمة فولاذها قديم جداً

السيف الخرساني والمصري والدمشقي: وهي سيوف مولدة فولاذها حديث

ومن أسماء السيوف: (الحسام – المهند – الصارم – البتار – القرضاب – المسعور – ذي الفقار – الراسوب – المخزم...). ومن أسماء السييوف المشهورة التي كانت للرسول (ص) هي: (المخزم – القلعي – الراسوب – المسعور – البتار).

من مميزات السيف الدمشقي:

ممهور برمز على نصله بإسم /أسد الله الدمشقي/.

شديد الصلابة ومرن ذو جوهر بديع.

يوجد على نصله أمواج مجدولة وهو غير قابل للتثلم.

نصله مصنوع من شفرات لماعة ذات لون رمادي أشهب مائل للزرقة.

يتم صنع غمد السيف من الحديد ويُنزل عليه اسلاك مذهبة وفضية ضمن نقوش إسلامية جميلة.

أخذت صناعة السيف الدمشقي في العقود الأخيرة طابعاً مختلفاً، بخاصة بعد زيادة الإقبال عليها لغايات تأثيث ديكورات البيوت ذات الطابع العربي التراثي والدمشقي خصوصاً، وتزيينها على شكل صمديات، فأصبحت تصمم بألوان عدة، وتطلى بمواد مختلفة من الذهب والفضة، وترصع بأحجار كريمة مختارة لتناسب مختلف الجلسات والديكورات.

وأصحبت تصمم بشكل خاص تبعاً للطلب، إذ لا يزال يصنع يدوياً حتى يومنا بنسبة تصل إلى أكثر من 70 في المئة، ويعد من أندر التحف التي تقدم على شكل هدايا ومقتنيات ثمينة للسياح والمغتربين والعائلات الكبيرة، بخاصة بعد انخفاض وندرة صناعها وحرفييها، وكان ولا يزال واحداً من الهدايا المفضلة للملوك والسلاطين والرؤساء، لرمزيته العربية الخاصة.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019