صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن "المشروع الوطني للترجمة" كتاب (مملكة أوغاريت... أصل الأبجدية)، تأليف: مجموعة من المؤلفين، ترجمة: يمام بشور.
يقدم كتاب (
مملكة أوغاريت أصل الأبجدية) بالكلمة والصورة لوحة حية تنهض من تحت الأنقاض ل
مملكة أوغاريت السورية ودورها الفاعل في العالم القديم.
كما يضيء الكتاب على التأثير الحضاري للمملكة التي تجلى في رائعتها ابجدية رأس شمرا أساس الترتيب الالفبائي للغات العالم الحية والشكل الذي طورت منه جميع اللغات أشكال حروفها.
وتعتمد مادة الكتاب على أعمال التنقيبات الأثرية في الموقع منذ اكتشافه عام 1927 وما تعرضه من لقى وقطع لتروي حكاية شعب أراد الحياة فعمل لتكون له مكانته بين الحضارات القديمة واستقطب بمهاراته الحرفية أنظار كثيرين.
ويجيب الكتاب حول كل الأسئلة المرتبطة بنشأة وظهور
مملكة أوغاريت ويوثق كل مظاهر حياتها الاجتماعية والاقتصادية والفنية ملخصا جهود 45 باحثا سوريا وفرنسيا قاموا على مدى 75 عاما بالتنقيب والبحث العلمي في هذه المدينة.
ويعرف الكتاب بتاريخ المملكة الذي يمتد إلى عصر البرونز عارضا قطعا أثرية متنوعة من
مملكة أوغاريت تحكي تاريخ هذه المنطقة الغني ثم يغوص عبر دراسة توثيقية للقطع الأثرية فيها ليأخذنا الكتاب برحلة مشوقة جغرافيا وتاريخيا وحضاريا.
ويعرض الكتاب لعمليات التنقيبات الأثرية في المنطقة منذ اكتشاف الموقع لغاية عام 2004 إضافة إلى الكتابات والنصوص واللغات التي عثر عليها فيها عارضا نماذج لرقم طينية مختلفة وجد عليها أشكال مختلفة من اللغات الأوغاريتية.
كما أضاء الكتاب على العلاقات الدولية لهذه المملكة مع الممالك المجاورة والرحلات التجارية إلى مصر والبلاد الحثية وقبرص وما توضحه الأختام والوثائق الإدارية والتجارة والمبادلات وأنظمة الأوزان المكتشفة في أوغاريت.
ويجول الكتاب في القصر الملكي لأوغاريت من حيث تحليله المعماري وأنظمته وبنائه وأثاثه ولنظام السلطة الملكية دون أن يغفل الحديث عن الفن والصناعة الحرفية في أوغاريت حيث اشتهرت المملكة بالنحت على العظم والعاج وتشكيل النحاس باشكال جميلة وصناعة المشاعل إضافة إلى صناعة الفخار والحجر وفن النقش على الجواهر.
وكان للحياة الثقافية في مدينة أوغاريت نكهة أخرى والتي تدل عليها المكتشفات الأثرية ولاسيما دار الرقم الأدبية كما كشفت هذه التنقيبات عن وجود معابد مختلفة الأشكال إضافة إلى طقوس للأضاحي وممارسة السحر والشعوذة وعادات خاصة بالموتى والدفن.