سوق باب البلد التاريخي جزء من سور حماة في الحي الذي يطلق عليه ذات الاسم في قلب المدينة ويعكس نبض الحياة فيها بكل تفاصيلها الاقتصادية والتجارية والاجتماعية كما يحتضن عددا من الأوابد والمعالم التي هي جزء من هوية حماة الثقافية وشاهد يروي قصة الإنسان الذي عاش على هذه الأرض على مر العصور.
الزائر للسوق يشم عبق التاريخ الذي يتسلل بين أركانه حتى ساحة البلد ليدفعه للتساؤل عن الأحداث والقصص التي شهدها السوق والعادات والتقاليد الأصيلة التي كانت تسوده.
في السوق تنبعث رائحة تحميص مختلف أصناف البزورية والمكسرات التي يختص السوق بتحضيرها إضافة إلى أنواع الحلويات وتأتي في مقدمتها الشعيبيات الحموية الشهيرة بالقشطة العربية والجوز وكذلك محلات بيع الأجبان والألبان ومشتقاته.
عبد الرحمن الناصر صاحب محل بزورية قال: إن جده أول من أسس محلا تجاريا في السوق منذ أكثر من 100 عام وكان يبيع مختلف المنتجات الزراعية والحبوب والبقوليات التي ترد للسوق من أرياف المحافظة قبل أن يتخصص المحل بتجارة الحبوب والبزورية والبهارات التي تحظى بإقبال واسع من قبل مختلف الفعاليات التجارية في المحافظة مبينا أن السوق يحتوي ما يقارب 100 محل تجاري يستمر نشاطها حتى الفترة المسائية.
عمر قراصية صاحب محل أجبان وألبان ورثه عن جده أيضا وصف الحركة التجارية في السوق بالنشطة ولا سيما في مواسم الإنتاج الزراعي نظرا لتخصص السوق بتحضير وبيع التوابل والحبوب والمنتجات الحيوانية التي تمتاز بأصنافها الجيدة وأسعارها المنافسة فضلا عن تلبيتها لمختلف أذواق وطلبات زبائن المدينة وأريافها.
ويطالع زائر السوق من الجهة الشمالية مقام أبو الليث السمرقندي الشهير والمؤرخ كما هو مدون على اللوح الموجود على واجهته 373 هجرية والذي يقابله جامع زاوية السلسلة وأعيد ترميمه في العام 2007 كما يضم السوق الجامع الملكي الشريف المشيد عام 753 هجري 1331ميلادي.
ونظرا لأهمية السوق والحفاظ على طابعه العمراني قام مجلس مدينة
حماة منذ عدة سنوات برصف أرضية شارع
سوق باب البلد بحجر البازلت الأسود بما يحاكي ويتماهى مع النسيج والطراز المعماري القديم له ويضفي مزيدا من الألق عليه علاوة على تأهيل قنوات الصرف الصحي الحجرية القديمة واستبدالها بقساطل بيتونية ذات قطر أوسع مع صيانة الشبكة الكهربائية فيه.
وتشير المصادر التاريخية إلى أنه كان لمدينة
حماة في الماضي عدة أبواب هي الغربي والمغار وباب النهر والباب القبلي وباب العميان وباب العدة وباب الجسر وباب حمص والنصر والنقفي لم يتبق منها حاليا إلا واحد قائم بالقرب من الباب القبلي وثمة أربعة أبواب أنشئت بعد امتداد عمران
حماة خارج السور وهي باب العرس سمي بذلك لأنه كان يدخل منه إلى أحد فروع السوق الخاص بمتطلبات الأعراس وباب دمشق وكان يقع في سوق المنصورية أو قربه وسمي بذلك لأن من كان يود السفر إلى دمشق يخرج منه و باب طرابلس وكان يقع في حي المحالبة وسمي بذلك لأن من يود السفر إلى طرابلس يخرج منه وباب البلد وكان يقع قرب جامع الملكي.