والخانات قديماً كانت بمثابة فنادق لا تبنى عادة إلا عندما تصل بلدة أو مدينة إلى مرحلة من الازدهار تتطلب هذا النوع من المرافق.
وكان الخان يمثل مركزاً تجارياً يجذب أصحاب رؤوس الأموال ويوفر لهم الراحة والأمان كما كان مكاناً لتبادل الآراء الثقافية والأخبار.
وبناء الخانات الأثرية بصلخد جاء تلبية للمرحلة التي دخلت فيها هذه المدينة إبان المملكة الأيوبية زمن الملك أبي بكر أيوب العادل حيث بنيت على مراحل في عهد عز الدين أيبك نتيجة تنامي الحركة الاقتصادية كما يستدل من الكتابة المحفورة على لوحاتها حيث رغب أيبك بأن يؤرخ بناء كل خان من الخانات الأربعة بالمدينة على حجر ليترك قراره واضحاً لمن سيعقبه من الأجيال وليؤرخ لفترة من تاريخ هذه المدينة.
وهذه الخانات أريد لها أن تكون منشآت تستوعب الفائض من منتوجات المدينة وصناعتها حيث يلاحظ وجود معاصر قربها كما تم بناؤها قرب بركة الماء الرئيسية بالمدينة باعتبار أن القوافل بما تتحمله من عناء السفر تتطلب أمراً كهذا وعلى هذا الأساس بنيت الحمامات قرب كل خان كما تلتقي في منطقة الخانات الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب لتربط المدينة بغيرها من البلدان والقرى.
الخان الأول من خانات صلخد هو الأقدم بني عام 1221 ميلادي بالزاوية الجنوبية الغربية من بركة الماء على بعد نحو50 متراً منها وكانت مساحته الإجمالية أكثر من 3 آلاف متر مربع ومنطقة الحمامات كانت تقع إلى الشرق منها بأمتار معدودة.
أما الخان الثاني فبني عام 1225 ميلادي بموقع كان بداية انطلاق لطريقين قديمين يربطان المدينة بدمشق كما يذكر المعمرون حيث يقع بالزاوية الشمالية الغربية من بركة الماء الرئيسة وعلى بعد أمتار معدودة منها وضمن دار واسعة الأرجاء رحبة الفناء فيها قوسان معقودان بحجارة نظيفة
ويضم الخان قبوين مساحتهما معاً 400 متر مربع وهما بحالة صالحة للاستعمال وكما كانا عليه في الماضي إلا أن الشمالي تهدم جزء بسيط من سقفه نتيجة تعرضه للقصف من المستعمر الفرنسي ولوحة هذا الخان من الحجر الأزرق مبنية في جدار على الشارع الرئيسي وجاء فيها أيضاً أن عز الدين أيبك هو من أمر بعمارة هذا الخان سنة 624 هجرية.
ويقع الخان الثالث في وسط المدينة إلى الغرب من ساحة الجلاء ويحمل لوحة تعود إلى عام 1237 م جاء فيها كذلك بأن عز الدين أيبك هو من أمر ببناء هذا الخان سنة 637 هجرية ولا يزال فيه أقواس بحالة جيدة وإلى الشمال منه قصر جميل قيسارية أمامها 4عواميد من الحجر المنحوت المبروم وسمي هذا الخان الدبس وكان حوله آثار معصرة وأجران ومكابس حجرية حيث يتجه نحو الشرق بطول 20 متراً وعرض 10 أمتار فيما هناك خان رابع يؤكده المعمرون ممن عاينوه ويقع إلى جنوب شرق المئذنة التي تقع بمنتصف المدينة وفي ساحة الجلاء ويتجه نحو الشرق.
المصدر: سانا