موقع الآغورا الأثري يقع وسط مدينة تدمر الأثرية وكان في الماضي الغابر رمز ازدهار المدينة وحضارتها خلال القرون الميلادية الأولى ويقع بين السورين الدفاعي والجمارك الأثري.
الموقع عبارة عن ساحة كانت تجتمع فيها القوافل لإجراء المبادلات التجارية بين التجار من الشرق والغرب وكانت المدينة تتلقى ضريبة من التجار لعرض بضائعهم في الساحة وفق ما عرف بالتعرفة الجمركية التي عثر عليها منقوشة على حجر في
موقع الآغورا حدد فيها جميع أنواع الضرائب التي كانت تجبى في تدمر لصندوق المدينة.
وأوضح أمين متحف تدمر الدكتور خليل الحريري لمراسل سانا أن البضائع التجارية التي كانت تصل إلى ساحة الآغورا بتدمر يتم وضعها في مخازن مخصصة بجانب الآغورا ثم توزع للمحلات التجارية حسب حاجة التاجر لنوع البضاعة التي يرغبها حيث كانت هذه المحلات موزعة على جانبي الشارع الرئيسي داخل الرواق الأساسي في الشارع المستقيم إضافة للمحلات الموزعة بجانب المسرح ومن هذه المحلات حسب الكتابات المنقوشة على سواكفها العطور والبخور والتوابل والأملاح والجلود وغيرها.
حيوية مدينة تدمر بحسب الحريري كانت تتجسد من خلال فخامة ساحة التجمعات العامة في الآغورا مربعة الشكل والمزينة بالأعمدة ذات التيجان الكورنثية التي نصبت على حواملها تماثيل النبلاء والتجار والقادة المنقوش عليها كتابات وزخرفة أخاذة حيث كان الأعيان يتداولون الشؤون المهمة للمدينة عندما ينخفض ضجيج المارة والباعة والقوافل في الشارع المعمد القريب.
وأكد الحريري أنه كان هناك رجال أعمال ورجال لقيادة القوافل من أهالي تدمر وكان هناك قول مشهور “إذا أردت أن تصل تجارتك بأمان لأي مكان فأودعها لدى التجار التدمريين” كونهم كانوا مؤتمنين جدا على إيصالها حتى أصبحت تدمر تستحق لقبها الذي سميت به سيدة تجار القوافل لقرون عديدة وكرست كأقدم منطقة حرة للتجارة العالمية.