في شباط عام 2004 تم إطلاق موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والذي أسسه مارك زوكربيرج مع زميله في جامعة هارفارد الطالب إدواردو سافيرين، حيث وصل عدد متابعيه حول العالم اليوم إلى ملياري شخص.
أما في سوريا، بزغ نجم “فيسبوك” قبل قرابة السبعة أعوام، بينما كان موقعاً غامضاً بالنسبة للكثيرين لا يعرف خفاياه سوى مواكبي تطورات الشبكة العنكبوتية، وكاسري الحظر.
بقي “فيسبوك” كذلك حتى رفعت الحكومة السورية الحظر عنه، في 8 شباط 2011، ليحتل “الفيسبوك” بعد ذلك حيزا لا بأس به من وقت السوريين وتفاصيل حياتهم، بحيث تنتاب أحد الشبان “الصفنة” أمام سؤال تلفزيون الخبر له: ماذا كانت تفعل قبل “فيسبوك”؟
يستدرك عمار، طالب السنة الرابعة في كلية الاقتصاد، قائلا “أنشأت صفحتي قبل ثماني سنوات عندما نصحني بذلك ابن عمي المقيم في امريكا”، متابعا “لم أجده حينها فسحة لقضاء الوقت بسبب تواصلي حينها مع أصدقاء فيسبوكيين خارج سوريا”.
وأردف “اختلاف الاهتمامات أدى إلى مللي من “فيسبوك” فنسيته، ولم يعد يجذبني وعدت إلى ملاعب كرة القدم التي كان أهلي يبحثون عني فيها عند فقدانهم لي”.
ندى، 30 عاماً، موظفة في نادي رياضي قالت “الانترنت سابقاً كان بالنسبة لي عبارة عن برنامج “SH” الذي كنت أقضي فيه معظم وقتي وهو يقتصر على المحادثات الالكترونية وتبادل الأحاديث بين الأصدقاء الذين تتم إضافتهم عن طريق الايميل”.
أما اليوم، تردف ندى، “أصبح فيسبوك مجالاً أوسع، أطالع من خلاله آخر أخبار العالم والفاشيون والفنانين، بالإضافة إلى توسيع شبكة الأصدقاء الذين يبادلوني الاهتمامات، في الوقت الذي كنت فيه سابقا احرص على اقتناء كافة مجلات الفن والموضة “كسيدتي ولها” من المكتبة القريبة من منزلي”.
وأشارت إلى أنها “تشارك تفاصيل حياتها وصورها على فيسبوك، وتنتظر التعليقات لتنهال على صورها ما يعزز ثقتها بنفسها”، منوهة إلى أن “خطيبها السابق تركها معتبرا أنها بذلك لا تحافظ على خصوصيتهم”.
غادة 63 عاماً، ربة منزل متقاعدة، ترى في “فيسبوك” اليوم طائرة تأخذها إلى أولادها وأحفادها المسافرين، بينما كانت سابقاً تقضي معظم وقتها في عملها في المدرسة وتحاول التوفيق بينه وبين واجباتها في المنزل”، مردفة “لوكان في فيسبوك هديك الايام أكيد مارح يكون له وقت”.
فيما تعتبر مجدولين 35 عاماً أن “قضاء الوقت على “فيسبوك” مضيعة للوقت، وهي لا تدخله إلا لمتابعة أخبار أسعار الدولار والذهب، وتجد في مشاهدة فيلم على mbc 2 على سبيل المثال، متعة أكثر”.
“كروب الشغل” هو السبب وهو ما يضطرني للبقاء على “فيسبوك” الذي لا يشكل بالنسبة لي شيء سوى أنه موقع للنفاق”، هكذا بدأ خليل حديثه، وهو الذي يعمل في منظمة دولية بدمشق، مشيراً إلى أنه “سابقاً واليوم لم يطرأ أي تغيير على حياته، حيث كان يقضي أوقاته مع أصدقائه الذين ينظم معهم سفرات سياحية كل فترة”.
يذكر، بحسب مواقع مختصة، أن “هناك نتائج مالية عن الفيسبوك تقول أن “إجمالي إيرادات الربع الثالث بلغ 13.73 مليار دولار، بزيادة 33% عن الفترة ذاتها من العام الماضي”، حيث اعتبر مؤسسة من أغنى خمسة شخصيات في العالم”.
وأظهرت النتائج ارتفاع عدد المستخدمين النشطين شهريا ويوميا على أساس سنوي بنسبة عشرة بالمئة إلى 2.27 مليار، منهم خمسة ملايين سوري.