يعد مختبر الابتكار الذي يندرج ضمن مشروع سوا للتنمية والتأهيل الشبابي في محافظة الحسكة احدى المبادرات الخلاقة والمتفردة التي تستقطب وترعى المواهب العلمية والفنية المتميزة لدى فئة الشباب وتحيطهم بالرعاية العلمية والعملية الكاملة وتقدم لهم مستلزمات النجاح وتحويل الأفكار البناءة والمبدعة إلى تطبيقات مفيدة تساهم في بناء المجتمع. عشرات الشباب المبدعين يعملون كخلية نحل ضمن المختبر في أجواء من التحفيز الفكري والعلمي تجري بينهم وبين الكوادر التعليمية التي تقدم لهم الرعاية والمساندة وتوجههم في حال واجهت أفكارهم بعض العقبات التي تحول دون تطبيقها كما لا يقتصر دور المختبر على تنمية المواهب العلمية الرياضية والفيزيائية ولكن يتجاوزها إلى الجانب الفني والأدبي. مدير مشروع سوا هاني الحمزة أوضح لمراسل سانا أن مختبر الابتكار فكرة تطويرية يندرج ضمن مشروع سوا للتطوير والتنمية الذي ينفذ بالتعاون بين جمعية المودة الخيرية ومنظمة اليونيسيف ويهدف إلى دعم الشباب المبدع وتنمية قدراتهم ومواهبهم وتقديم كل الإمكانات المادية والعلمية التي تصقل إبداعاتهم وتحول أفكارهم إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع تخدم مجتمعهم وتؤكد على دورهم الريادي. ويشير الحمزة إلى أن المختبر الذي بدئ العمل به منذ خمسة أشهر يستقطب الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاما من خلال انتقاء الحالات المميزة والمتفردة في أقسام مشروع سوا كمهارات الحياة أو التدريب المهني أو ريادة الأعمال ولا يقتصر الموضوع على رواد مشروع سوا وإنما يتم التواصل كذلك مع أي شاب في المحافظة لديه فكرة مبدعة لتشجيعه على الالتحاق بالمختبر وتقديم يد العون له. وخلال التجول بأقسام المختبر ولقاء عدد من الشباب المبتكر كانت هناك الكثير من الأفكار المشجعة التي يتم العمل على إنجازها كصناعة روبوت وشاحن كهربائي يستمد طاقته من الشمس وطابعة ثلاثية الأبعاد وجهاز لتحويل القدرة الصوتية إلى قدرة كهربائية إضافة إلى أعمال فنية وموسيقية وتشكيلية وغيرها الكثير. ويشير مدير مشروع سوا إلى أن دور المختبر لا ينتهي بالتدريب وتوفير مستلزمات العمل ولكن إذا ما كانت الفكرة قابلة للتطبيق والتحقيق فسيتم تمويلها لتصبح مشروعا قائما بحد ذاته وستستمر العلاقة مع المبدع صاحب الفكرة من خلال المتابعة والدعم وتسويق المنتج وربطه بمنتجين أكبر كاشفا وجود مبادرات فردية من قبل بعض التجار والاقتصاديين في السوق المحلية لدعم وتمويل أي فكرة في مختبر الابتكار منتجة وتخدم المجتمع. الشاب ليث حاج غريب طالب هندسة مدنية يعمل حاليا على تصنيع طابعة ثلاثية الأبعاد شرح لنا كيف استمد الفكرة من خلال متابعته للأبحاث العلمية على شبكة الانترنت وقيامه بدراسة تصنيع الطابعة بشكل نظري كامل والعمل على تطبيقها في المختبر بشكل عملي. أما الشاب حافظ عهد فهو كذلك طالب سنة ثانية هندسة مدنية يعمل على مشروع تشغيل شاشة إلكترونية عن طريق اللدات بعد أن أمن له المختبر أدوات العمل وكوادر مختصة بالبرمجة وتصنيع اللوحات الإلكترونية. أما الشابة أسماء الرجز فتنمي مهاراتها في الرسم المائي على البلور والرسم بالرمل وهي من الفنون التشكيلية المميزة التي تحتاج إلى موهبة وتعلم دائم.

المصدر