مسيرة حافلة بالانجازات والنجاحات على مختلف الصعد الداخلية والخارجية حققتها إيران على مدى أربعين عاما من انتصار الثورة الإسلامية فيها لتكمل البلاد طريقها نحو التقدم والتطور في مختلف المجالات بعزيمة وثبات شعبها ودعمه في مواجهة المؤامرات والسياسات المعادية لها.
ايران التي تحتفل غدا بالذكرى الـ 40 ل
انتصار ثورتها الإسلامية انتهجت سياسة مستقلة تقوم على حسن الجوار وإقامة العلاقات الطيبة مع جميع الدول كما نادت بالوحدة الإسلامية ودعمت القضية الفلسطينية ووقفت بوجه السياسات العدوانية الامريكية والاسرائيلية لها كما تحدت الضغوط الغربية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية على خلفية الملف النووي الإيراني وتهرب واشنطن من التزاماتها بموجب الاتفاق المبرم مع مجموعة خمسة زائد واحد عام 2015.
ولعل أهم المكاسب التي حققتها إيران منذ
انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 استقلالية قرارها السياسي ما جعل منها قوة اقليمية كبيرة إضافة إلى تكريس الحياة الديمقراطية في البلاد من خلال العمليات الانتخابية البرلمانية والرئاسية التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية.
الدور السياسي والدبلوماسي المتميز الذي لعبته
ايران منذ
انتصار الثورة على الصعيدين الاقليمي والدولي تعزز أيضا على نحو غير مسبوق من خلال دورها البارز في المشاركة في المؤتمرات الدولية والاقليمية إضافة إلى دعمها سورية والعراق في محاربة الارهاب وغيرهما من دول المنطقة.
وحققت إيران بعد الثورة على الصعيد الداخلي قفزة نوعية في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والعسكرية إضافة إلى العلمية والطبية حيث تمكن الباحثون والعلماء الإيرانيون من تحقيق الابداعات والاختراعات في مختلف المجالات بينها في مجال الطاقة النووية السلمية التي امتلكتها طهران بجهود علمائها بالرغم من محاولات ومؤامرات الدول الاستعمارية الكبرى.
كما حققت البلاد الاكتفاء الذاتي في تصنيع المعدات العسكرية والدفاعية من شتى الأنواع والأصناف وتمكنت من امتلاك القدرات الصاروخية إضافة إلى تصنيع مختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية مثل الدبابات والمدافع والطائرات المقاتلة والمسيرة والبوارج والزوارق الحربية واحتلت القوات المسلحة الإيرانية المرتبة الثامنة من حيث القوة والتجهيزات في العالم فيما تعد إيران من أول سبع دول في العالم التي تمتلك تقنية صناعة الصواريخ البالستية ومن الدول الـ 5 في صناعة الغواصات والثانية في مجال صناعة الطوربيدات.
وركزت إيران بعد
انتصار ثورتها على القطاع العلمي مع وجود اكثر من ألفي جامعة تدرس مختلف أنواع الاختصاصات الطبية والتكنولوجية والهندسية والهندسات الصناعية والعلوم الإنسانية كما احتلت المرتبة الاولى عالمياً على صعيد البحث العلمي وتمكنت من احراز مراتب متقدمة على صعيدي المنطقة والعالم في المجال الطبي محققة انجازات مهمة في علاج الأمراض المختلفة باستخدام الخلايا الجذعية كما انها تعد من اول 10 دول مصنعة لأدوية الأمراض المستعصية.
ورغم الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تفرضها الدول الغربية ارتقت
ايران سبع مراتب في مجال التصنيف الاقتصادي لتحتل المركز التاسع والستين عالميا بين 137 دولة في العالم من خلال امتلاك بيئة الاقتصاد الكلي المناسبة وتوفر البنى التحتية والظروف الصحية والتعليم المناسب كما انها تتمتع بمزايا وفرص مهمة كونها ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الاوسط.
ايران تبنت استراتيجية شاملة وتطبيق إصلاحات تقوم على عوامل السوق من خلال وثيقة الرؤءية التي تعتمدها ومدتها 20 عاما وخطة التنمية الخمسية السادسة لإيران للسنوات من 2016 الى 2021 وتعتمد على تطوير اقتصاد مرن وقادر على التحمل وتحقيق تقدم في العلوم والتكنولوجيا وتعزيز التفوق الثقافي وتنفيذ إصلاحات في المؤءسسات والقطاع المالي والمصرفي وعملية تخصيص وإدارة الموارد النفطية.
نجاحات الجمهورية الاسلامية الايرانية المستمرة تثبت انها لم ولن تقف عند حد ولن تتأثر بما يحيكه المتآمرون ما يجعلها رقما صعبا في المعادلات الاقليمية والدولية ورمزا لمسيرة التطور ومواكبة العصر دون التخلي عن مبادئ الصمود والتحدي في مواجهة الاعداء.
باسمة كنون