الفنان الراحل هاني الروماني الذي كان تاجاً في الفن السوري مخرجا وممثلا بالدراما والسينما والمسرح حملت أعماله الدرامية قيمة إنسانية وفكرية عميقة.
ومع مرور الذكرى العاشرة لرحيل ابن دمشق الممثل والمخرج الروماني “1939-2010” الذي وصفه فنان الشعب رفيق سبيعي بـ “الجوهرة الثمينة” نستعيد أبرز محطاته الفنية منذ البدايات عندما هجر دراسة الطب إلى اللغة الإنجليزية لينضم إلى “ندوة الفكر والفن” التي أسسها رفيق الصبان عام 1959 جامعا حوله مجموعة من الشباب الجامعي وقدموا كلاسيكيات المسرح العالمي على الخشبات وعلى شاشة التلفزيون لشكسبير وموليير وبريخت وبرناردشو.
مسيرة الفنان الراحل تواصلت مع المسرح أواخر ستينيات القرن العشرين من خلال فرقة “المسرح” التي أسسها مجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين باسم نقابة الفنانين وافتتحت نشاطها عام 1969 بالعرض المسرحي الشهير “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” عن نص للراحل سعد الله ونوس وإخراج علاء الدين كوكش ثم مع عرض “مغامرة رأس المملوك جابر” الذي أخرجه الروماني نفسه ليتجه في تجربته الإخراجية الثالثة إلى المسرح المصري عبر نص “أنت اللي قتلت الوحش” للكاتب علي سالم عام “1972”.
وزاوج الروماني منذ البداية في عمله بين الإخراج والتمثيل فكان أول عمل تلفزيوني حمل توقيعه الإخراجي تمثيلية بعنوان “فجر الاستقلال” كتبها نايف العطواني وأنتجها التلفزيون السوري عام 1966 وفي عام 1967 شارك الروماني في إخراج حلقات من مسلسل “البخلاء” الذي أعده الكاتب الراحل ياسر المالح عن كتاب البخلاء للجاحظ ثم تتالت أعماله التالية التي أخرجها للتلفزيون لتبلغ أكثر من خمسة عشر مسلسلا تلفزيونياً ختمها بمسلسل “حمام القيشاني” للكاتب دياب عيد وهو محاولة لاستعراض تاريخ سورية الحديث منذ الاحتلال الفرنسي حتى ثورة الثامن من آذار.
وفي الدراما كان أول ظهور تلفزيوني له في تمثيلية بعنوان “شمعدانات الأسقف” مع المخرج سليم قطايا عام 1962 أما مشاركته الأولى في المسلسلات فكانت بدور الحلاق في العمل الشهير حارة القصر عام 1970 تأليف الأديب الراحل عادل أبو شنب وإخراج علاء الدين كوكش ولكن دوره الاستثنائي الذي لا ينسى كان في مسلسل “أسعد الوراق” عام 1975 سيناريو وحوار عبد العزيز هلال وإخراج علاء الدين كوكش.
وإذا كانت فترة الثمانينيات هي الأغزر في تاريخ
هاني الروماني التلفزيوني في أعمال كـ “دموع الملائكة” و”المجنون طليقا” فإن حقبة التسعينيات حملت أدوارا وملامح أخرى تنوعت بين الشخصيات الشعبية الدمشقية التي قدمها في مسلسلات مثل “أبو كامل” للكاتب فؤاد شربجي والمخرج كوكش والاجتماعية كـ “الأخوة” للكاتبة رويدا الجراح إخراج رياض ديار بكرلي مع أدائه الرائع لشخصية الشيخ الضرير “هديبان” في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب.
والفنان الراحل كان من أوائل الممثلين السوريين الذين شاركوا في مسلسلات عربية مشتركة فظهر في النسخة المصرية من مسلسل “صقر قريش” مع عزت العلايلي وصلاح قابيل وشارك مع نضال الأشقر في “شجرة الدر” وفي المسلسل المصري “موسى بن نصير”.
وفي مجال السينما شارك بفيلم “المغامرة” الذي أخرجه محمد شاهين عن نص “مغامرة رأس المملوك جابر” لونوس وأنتجته المؤسسة العامة للسينما عام 1974 وفي لبنان شارك في فيلمين الأول “حبيبي” و “وادي الذكريات” بإدارة المخرج المصري هنري بركات إضافة إلى دوره القصير الجميل في فيلم “الحدود” مع الفنان دريد لحام عام 1984.
وفي 8 شباط من عام 2010 غيب الموت الفنان
هاني الروماني إثر صراع مع المرض قبل أن يكمل دوره في النسخة الجديدة من مسلسل “أسعد الوراق” والذي ظهر فيه بدور صغير أعد ليكون دورا تكريميا له.