يعتبر مقهى النوفرة في وسط دمشق القديمة بعمره الذي تجاوز المائتي سنة من أقدم المقاهي الدمشقية المنتشرة بشوارعها واسواقها الرئيسية والشعبية المختلفة.
وبالعودة إلى المراجع التاريخية وذاكرة الناس الأحياء وبحسب كتاب "الروضة الغناء في
دمشق الفيحاء" لنعمان قساطلي فقد لقبت
دمشق من بين ألقابها بمدينة المقاهي لدرجة قيل فيها "بين المقهى.. والمقهى ..مقهى"
إن موقع
مقهى النوفرة خلف الجامع الأموي مباشرة في نهاية الدرج من الناحية الجنوبية واطلالته على الجامع اكسبته شهرة كما أن ساحته الجميلة المرصوفة بالأحجار البازلتية السوداء ‘ اكسبته رونقاً ومنظراً خاصاً.
وحتى تصل إلى "النوفرة" يجب أن تخترق سوق الحميدية لتشاهد الدكاكين المنتشرة فيه وماتحويه من معروضات متنوعة من ملابس ومفروشات ومحلات العطارة والحلوى,وما إن ينهكك السير بالسوق المسقوفة وتنتهي من التسوق تجد في أسفل الدرج
مقهى النوفرة لتستريح به
وتعرف المقهى من الزحام الذي يشهده ومن عتباته الثلاث وشرفاته التي يشتهر بها, تتسع الصالة الداخيلة فيه إلى 24 طاولة يجلس على كل منها 4 أشخاص ,أما الصالة الخارجية فتتسع ل 12 طاولة يجلس على كل منها شخص واحد فقط .
سمي المقهى بالنوفرة نسبة للنافورة التي كانت تتدفق بإرتفاع 4 إلي 5 امتار في بحرة مجاورة للمكان وقد توقفت هذه النافورة عن التدفق بعد توقف النهر الذي كان يغذيه عن الجريان منذ 50 عاماً .
مقهى النوفرة القلب النابض ل
دمشق القديمة رغم صغر حجمه باعتباره مجمع الدمشقيين والزوار فإن لموقعه تفرد فلا يمكن لزائر الحارات القديمة أن لايمر به كما حافظ المقهى على طابعه المعماري العريق وإسلفته المبلط على الطريقة القديمة
ومن أجمل مآثر
مقهى النوفرة العريق أنه حافظ على عادة الحكواتي القديمة فقد كان الناس يجتمعون ليلاً للاستمتاع بقصص البطولة العربية كما يرويها الكحواتي الذي يتخذ مجلسه كل ليلة رمضانية محاولاً تطريز القصص الشعبية بفيض من خياله الواسع مستمتعاً بحالة الإنبهار والدهشة التي يحدثها في نفوس المستمعين
ورغم أن الزمن تغير لاسيما بعد أن بات التلفزيون محط الاهتمام خلال الشهر الكريم الا أن
مقهى النوفرة حافظ على عادة الحكواتي باعتبارها إرثا مهما لاينبغي التفريط فيها.