تجاوزت
الدراما السورية مع دخول العام الثامن من الحرب الإرهابية على سورية أحد أهم الصعوبات التي واجهتها خلال الأعوام الماضية وهي انتشارها عبر الفضائيات العربية حيث عكست الأرقام للعام الحالي عرض نحو 35 محطة عربية ومحلية لما يقارب 20 عملا دراميا سوريا.
واعتمدت
الدراما السورية في هذا العام كما الأعوام السابقة على إرث وتاريخ كبيرين من الأعمال الناجحة وذات السوية الفنية العالية وعلى أسماء النجوم من الفنانين السوريين المحبوبين لدى الجمهور العربي ما جعلها حاضرة بقوة على الشاشات العربية.
نقيب الفنانين زهير رمضان أكد أن انتشار
الدراما السورية ما زال قليلا بسبب الحصار وقال في تصريح لـ سانا: “لا يزال هناك حصار على
الدراما السورية التي وصلت إلى مواقع متقدمة لتطرقها الى مواضيع لم تتطرق إليها الدراما العربية وعلى الرغم من أن هناك 35 محطة تعرض المسلسلات السورية إلا أن هذا الرقم قليل مقارنة مع 70 محطة عربية كانت تعرض سابقا”.
ولفت إلى أنه رغم عودة الانتشار للدراما السورية إلا أن هناك تراجعا في إنتاج ونوعية الأعمال الدرامية وكان بعضها إنتاجات متواضعة حيث يوجد بعض الإنتاجات الناجحة والمقبولة التي ترصد الحياة اليومية والواقعية مؤكدا أهمية اختيار موضوعات وانتاجات حقيقية تمول هذه الأعمال إضافة إلى ضرورة تبني تلك الأعمال.
وأشار رمضان إلى أن هناك بعض شركات الإنتاج لم تؤد دورها بالشكل المطلوب حيث أساءت إلى الثقافة والفكر والحضارة السورية داعيا المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى أخذ دورها بشكل أكبر بالتنسيق مع وزارتي الإعلام والثقافة أسوة بالتجربة المصرية من خلال وضع برامج وخطط ترويجية للارتقاء بصناعة درامية متقدمة.
وخلال الأعوام الماضية كانت
الدراما السورية تعاني من معوقات عدة منها الحصار ومحدودية التسويق وصعوبات إنتاجية داخلية وانحسار أماكن التصوير بسبب الأوضاع الصعبة المترافقة مع الحرب وعلى الرغم من ذلك استطاعت الاستمرار في إبقاء عجلة إنتاجاتها دائرة مع تقلص الكم مقارنة باعوام ما قبل الحرب مع حفاظها على تنوعها بين البيئة الشامية والاجتماعية والكوميدية.
وخلال الموسم الرمضاني الحالي استطاعت الشركات الإنتاجية الوطنية العامة والخاصة أن تتواجد عبر أعمالها في عدد كبير من المحطات فعلى صعيد الكم استطاعت
الدراما السورية أن تستدرك تراجعها في عدد الأعمال التي أنتجتها مع بداية الأزمة وانزواء بعض شركات الإنتاج الخاصة أو انتقالها للعمل في الخارج وهذا التكيف مع الحالة الإنتاجية جاء من خلال مبادرات من الشركات التي آثرت البقاء والعمل داخل سورية والتي زادت من عدد الأعمال التي تنتجها.
ومن ناحية شروط وظروف العمل التي لم تعد مريحة ومتعددة كما كانت في السابق نجد تكيفا سريعا مع محدودية أماكن التصوير حيث استطاعت
الدراما السورية من خلاله تسخير الحالة الراهنة في المشهدية الدرامية المطروحة كما اقتحمت بعض الأعمال أماكن لا تخلو من الخطورة لمجاورتها أو تماسها مع المناطق التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة ما يحسب للكوادر الفنية والفنانين السوريين الذين جسدوا معاني وطنية وفنية عالية من خلال هذه الشجاعة لإنجاز أعمالهم ولتتابع
الدراما السورية عجلة دورانها.
وعلى صعيد توزع الأنماط الدرامية على خارطة الأعمال المنتجة للعام الحالي نجد أن الغلبة كانت للاجتماعي المعاصر بعضها من نصيب المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وهي “روزنا” و “وهم” و”رائحة الروح”.
ويبقى للجمهور والنقاد والصحفيين الحكم على مستوى الإنتاجات وقيمتها الفنية والفكرية ليكون لدينا ما نقيمه وننقده بتلمس الإيجابيات وكشف السلبيات لنحافظ عليها كصناعة وطنية مهمة أرست دعائمها أعمال الرواد من عشرات السنين حتى وصلت لما هي عليه الآن من تطور فني ومحبة الجمهور العربي لها.
وكانت
الدراما السورية عام 2014 أنتجت ما يقارب 24 عملا تحدت بها الحرب والحصار وفي عام 2015 كانت رؤية
الدراما السورية للأزمة أكثر نضوجا وعمقا والهم الوطني والإنساني في الصدارة وفي عام 2016 تحدت
الدراما السورية الصعوبات وأثبتت قوتها حيث أنجزت نحو أربعين عملا دراميا بالإضافة إلى الأعمال المشتركة مع الدرامات العربية وفي عام 2017 قدمت ما يقارب 17 عملا.