يعتبر الجسر المعلق من الجسور الموجودة في منطقة دير الزور ثاني جسر معلق في العالم بعد جسر يقع في جنوب فرنسا.
تم إنشاء
الجسر المعلق ب
دير الزور إبان الاحتلال الفرنسي للجمهوريّة السورية خلال عام 1925م، وكان بناؤه على طراز الأسلوب الغربي، واستمر بناؤه فترة 6 أعوام، وتم افتتاحه خلال شهر آذار من عام 1931م،
قام بتعهد الجسر الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت إشراف المهندس الفرنسي "مسيو فيفو"، ويبلغ طوله 476 مترًا وارتفاعه 36 مترًا واستمرت عملية البناء 6 سنوات، تميّز الجسر بركائز حجريّة أربعة، ترتبط مع بعضها البعض بقضبان معدنيّة من الفولاذ القاسي، تم ربطها بأسلوب هندسي جميل ومحكم،
يبلغ طول كل ركيزة من ركائزه الأربع قرابة 36 متراً، ويبلغ طول الجسر قرابة 450 متر وعرضه قرابة 4 أمتار, وكلف انشائه مليون وثلث المليون ليرة سورية بذلك الوقت.
حيث تمت إنارته بالكهرباء خلال عام 1947م بأنوار ملوّنة في غاية الروعة تنعكس بالليل على مياه نهر الفرات، كما تم دهنه باللون الأصفر في تلك الفترة, ويصل بين منطقتي الجزيرة والشامية.
.ويذكر أهل المدينة إن بعضا من العمال سقطوا داخل الكتل الخرسانية التي تحمل الجسر أثناء سكب الإسمنت فيها ولا تزال جثثهم داخلها حتى الآن.
وفي بداية استخدامه كان أهالي
دير الزور يخافون المشي عليه لكثرة اهتزازه وخاصة عندما تمشي عليه السيارات مما دفع المهندس الفرنسي إلى المغامرة ليثبت للأهالي سلامة الجسر فقام هو وعائلته بالركوب في قارب والوقوف تحت الجسر تمامًا وطلب أن تسير ثماني سيارات دفعة واحدة فوق الجسر المعلق، فمرت السيارات بأمان وتيقن أهالي الدير أن الجسر آمن.
ويذكر أهل الدير أن الانتداب الفرنسي أراد قبل انسحابه من سوريا نسف الجسر، لكن أحد أبناء المدينة ويدعى "محمد علي أبو محمود" قام بقطع الفتيل المتفجر.
الجسر المعلق أحد رموز مدينة
دير الزور الذي لم يكن بالنسبة لأهل المدينة مجرد حجر وحديد بل له روح وجسد، لطالما سمع شكوى عشاق المدينة، وذكره الشعراء في قصائدهم، حتى أنه لا يكاد يخول منزل في المدينة من صور أفراد العائلة على الجسر، كما وكان من العادات الدارجة حين زف العروس إلى زوجها أن يأخذوها لتسير فوق الجسر أو تمر بالقرب منه.
بالإضافة إلى تسابق الفتيان للقفز منه إلى مياه الفرات وإظهار مهارتهم وشجاعتهم بالسباحة في مياه النهر المتدفق.
وكان يوم الخميس 2 أيار 2013 هو اليوم المشؤوم لدير الزور، نعى فيه أهالي المدينة جسرهم المعلق بعد أن تم تدميره جراء الحرب الدائرة في سوريا، ليعانق الفرات للمرة الاخيرة ويلقي عليه التحية الوداع.