في خطوة وصفت بـ«الإيجابية» وخاصة أنها تحمل في طياتها تغيراً في طريقة التعاطي والتخاطب مع الصناعيين السوريين الموجودين في الخارج، طالب وزير الصناعة بتشكيل لجنة هدفها إعادتهم إلى البلاد والمشاركة في إعادة إعمارها عبر تشغيل معاملهم والمساهمة في إنعاش حال الصناعة المحلية وإرجاعها إلى سابق عهدها بدل استفادة دول أخرى من قدراتهم وإمكاناتهم وخاصة أنهم يرفدون خزينتها بمليارات الدولارات مع تشغيل الأيدي العاملة وتنشيط اقتصادها.
مهمة ولا قرار
اللجنة التي طالب وزير
الصناعة بها يترأسها فارس الشهابي رئيس اتحاد الغرف الصناعية وسامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس غرفة صناعة حمص، وفي هذا الصدد أكد فارس الشهابي على أهمية وجود هذه اللجنة لكن في الوقت ذاته نفى إصدار قرار رسمي بشأنها، فهي مجرد أفكار فقط من أجل العمل على إعادة الصناعيين في الخارج إلى وطنهم. وأضاف الشهابي أن المشكلة ليست في تشكيل لجان بل في تقديم محفزات حقيقية أهمها قانون الاستثمار الجديد ومكافحة التهريب وإلغاء الغرامات والفوائد للمعامل المتضررة وتخفيض كلف الإقراض للترميم وإعادة التشغيل، والأهم تنفيذ مقررات المؤتمر الصناعي الثالث، مشدداً على أنه في حال لم يتم تحقيق ذلك فلن يتم الحصول على نتائج ملموسة.
وعند سؤاله: هل هذه الإجراءات تستلزم وقتاً لرؤية نتائجها على الأرض؟ أكد أن جميع هذه القضايا جرت مناقشتها مع وزير الصناعة، آملاً ألا يتم التأخر في تطبيقها بغية إنقاذ
الصناعة من واقعها، وكي لا نخسر مصداقيتنا في الوقت ذاته، لذا لا بد من الإسراع في تحسين المناخ الاستثماري العام في سورية في ظل هذه الظروف الصعبة حتى يتمكن الاتحاد, بالتعاون مع الحكومة, من استقطاب رؤوس الأموال المهاجرة.
التشاركية مع الخاص!
ولمعرفة صدى تشكيل هذه اللجنة لدى الصناعيين في الخارج، تواصلت «تشرين» مع رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر المهندس خلدون الموقع، حيث بين أن نجاح أي لجنة ينطلق من ماهيتها وأشخاصها ومدى شمولية تمثيلها مناطقياً وصناعياً وأيضاً الصلاحيات الممنوحة لها، علماً أن التشاركية فيها مع القطاع الخاص أمر أساس ويجب أن تضم صناعيين من الخارج لكونهم المستهدفين بها أصلاً.
نجاح مشروط
ولفت إلى أن إعادة الصناعي المغادر لتدوير صناعته في سورية وتطويرها يفرض الالتفات إلى عدة نقاط أساسية أهمها وجود مسؤولين في مفاصل العمل الصناعي في سورية يؤمنون بضرورة إعادة رجال الأعمال والصناعيين السوريين، فالبلاد لا تبنى إلا بتكاتف جميع أبنائها في الداخل والخارج مع إيجاد حلول لمعالجة معضلة القروض المتعثرة لبعض الصناعيين, والتي تجعل الكثير منهم غير قادرين على العودة في إطار الحفاظ على المال العام والأخذ بظروف الأزمة، وكذلك لا بد من انسجام وتوحيد الخطاب والرؤية للصناعة السورية بين مختلف المعنيين بالشأن الصناعي سواء في القطاع العام أو الخاص، وضمان تأمين وانسياب حوامل
الصناعة من الطاقة من الكهرباء والفيول والغاز للمصانع تحديداً، وضبط المبالغ التي تدفع عن طريق النقل خارج خزينة الدولة والتي تؤدي إلى رفع تكلفة المنتج أو المواد الصناعية.
وفيما يخص صناعيي حلب في الخارج أكد أهمية فتح مطار حلب الدولي، إذ سيشكل اتخاذ هذه الخطوة بداية مهمة جداً لانطلاق
الصناعة في حلب بالنسبة للصناعيين في الخارج.
مؤتمر صناعي
وشدد رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر على ضرورة الاقتناع بإيمان الصناعيين السوريين في الخارج بانتمائهم لوطنهم ورغبتهم في دعم بناء
الصناعة السورية من خلال التعاطي مع ما يقيمونه من استثمارات في الخارج من صناعات على أنها استثمارات خارجية لما هو قائم لهم أصلاً في سورية. وأضاف الموقع أن الأهم من ذلك كله الاقتناع بأن عودة الصناعيين السوريين وتدوير صناعتهم أهم هموم
الصناعة السورية، التي يجب أن تكون حلولها سلة متكاملة تنطلق من تحديد هويتها ورؤيتها ومستقبلها وخريطة طريقها وبحث معوقاتها وطرق معالجتها من خلال عقد مؤتمر صناعي يحضره صناعيو الداخل والخارج لا يكون كلمات خطابية فقط, بل يقوم على دراسة أوراق عمل تقدم مسبقاً, على غرار مؤتمر «قلمك أخضر» الذي عقد عام 2007 برعاية السيد الرئيس بشار الأسد.