ولد الفنان يوسف حنا ببلدة الرامة قرب مدينة عكا في فلسطين عام 1941 حيث كان والده يعمل مدرساً في مدارسها وبعد النكبة عام 1948 انتقل إلى سورية وعمره 7سنوات.
في
دمشق تلقى علومه حتى المرحلة الجامعية حيث درس الأدب الإنكليزي, أما بالنسبة لمسيرته الفنية حيث ظهر ولعه بالسينما والمسرح منذ يفاعته ويعتبر أحد أعلام المسرح الجاد في سورية.
اشتهر بأدوار البطولة في "المسرح القومي"على مدى عشرين عاماً وقدم العديد من العروض منها (ماكبث, زيارة السيد العجوز , رحلة حنظلة , رقصة التانغو لعب فيها ادواراً تراجيدية وكوميدية).
امتاز منذ بداياته وحتى أخر أعماله بالحيوية والعنفوان وتقلب في أداء الأدوار المختلفة حتى بلغ من عمر مشواره الفني أخر المحطات بين عام 1961_1963 حيث شارك في فرقة "ندوة الفكر والفن" إلى جانب "رفيق الصبان مخرجاً" "وصلحي الوادي مؤلفاً موسيقياً" فضلاً عن كبار الممثلين منهم (منى واصف _ هاني الروماني _أسامة الروماني )وقدموا خلال هذه السنوات ثلاث مسرحيات وهي (انتيفوانا _ تاجر البندقية _ طارطوف)
وبعدها انتقل إلى فرقة المسرح مع سعد الله ونوس وعلاء الدين كوكش وهاني الروماني ابتداءً من عام 1966 واستمر ست سنوات قدم خلالها مسرحيات عديدة, كما عمل
يوسف حنا مع الفنان الكبير دريد لحام خلال مسرح الشوك وأسرة تشرين.
ولعب أدواراً مهمة في مسرحيتي "كاسك ياوطن" و "شقائق النعمان".
بدا حنا ممثلاً بارعاً في الدراما التلفزيونية لايحتاج إلى جهد كبير لتقمص أي شخصية حيث اختار أدواره بتمعن وامتلك أدواته بشكل صحيح ومن اعماله (حارة القصر _ أولاد بلدي_فضلاً عن دوره الجميل في مسلسل الدغري).
كما برز حنا في السنما من بداية السبعينيات ونذكر من أعماله (رجال تحت الشمس _ والمخدوعون عن رواية الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني )
إذا عدنا إلى مسيرة "حنا" الفنية نجد كل الشخصيات التي أداها غير عادية لكل منها وقعه الخاص عند المتلقي ومن أشهر مقولاته "نحن ندخل إلى العقول والقلوب من فضاء واسع وكي تقبلنا هذه العقول والقلوب يجب أن نقتنع بكلامنا أي يجب أن ننجح في نقل الأفكار من الورق إليهم وهذا يتطلب مهارة كبيرة لاتوفرها الموهبة وحدها لابد من ثقافة عالية وعميقة كي يتمكن الممثل من الوصول بدوره إلى ذهن المشاهد"
رحل الفنان
يوسف حنا في بداية كانون الأول عام 1992 ب
دمشق تاركاً للأجيال إرثاً فنياً غنياً.