بلمستها الأنثوية وأسلوبها الخاص حولت الفنانة السورية المغتربة منى العمري الأواني الزجاجية إلى لوحات فنية جميلة حيث رسمت بأسلوبها الخاص وروحها الشرقية أعمالا فنية متناسقة مع شفافية الزجاج الدمشقي وألوانه المطعمة بخطوط دقيقة وزخرفة إسلامية ملفتة.
اختارت الفنانة العمري وطنها الأم ليكون معرضها “الرسم على الزجاج” في قلب دمشق وباستضافة دار الأسد للثقافة والفنون متضمنا أواني زجاجية مزخرفة بآيات قرانية ورموز اسلامية ورسومات المساجد والقباب والمآذن إضافة إلى لوحات المرايا والسيف الدمشقي وبعض أعمال الزينة والصمديات التي نقشت عليها زخارف نباتية طغى عليها اللونان الفضي والذهبي لما لهما من دلالة ورموز عندها.
و أشارت الفنانة العمري إلى أنها منذ سنوات عديدة وهي تمارس الرسم على الزجاج ودائما تطور موهبتها وأدواتها معبرة عن سعادتها بإقامة هذا المعرض في وطنها بعد سنوات من الغربة ومشاركة أبناء بلدها بلوحاتها التي تعبر عن عشقها لبلدها وتراثه وتاريخه الغني لافتة إلى الإقبال على هذه الأعمال الفنية بما تحويه من زخرفات تراثية في المعارض التي أقامتها خارج بلدها ولا سيما في أمريكا مع مجموعة من الفنانات من مختلف أنحاء العالم محاولة نشر هذا الفن السوري والتعريف بغناه وازدهاره.
مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت أشار في تصريح مماثل إلى أن معرض العمري ضم أعمالا فنية مميزة عكست أهمية الفن الإسلامي وحضوره القوي في الفن التشكيلي بشكل عام لافتا إلى أن هذا الفن هو فن تطبيقي استطاعت العمري بأسلوبها وروحها ولمستها الأنثوية تحويله إلى لوحات مميزة وتوصيله إلى العالم والتعريف بأهميته وتاريخه.
الناقد التشكيلي والأديب محمد زريق لفت إلى أن أسلوب العمري يجمع بين الأصالة والذوق المعاصر الراقي حيث أن أغلب الفنانين التشكيليين يعتبرون أن هذا الفن هو أقرب إلى الحرفة لهذا السبب ابتعد البعض عنه على الرغم من أنه يمثل جزءا من تراثنا العربي والسوري.
الفنانة التشكيلية صريحة شاهين بينت صعوبة هذا الفن والتعامل معه لما يتطلبه من دقة وجهد وباع طويل ولا سيما في طريقة الزخرفة مشيرة إلى أن قلة من الفنانات اللواتي يتعاملن معه باعتباره كان حكرا على الرجال.
أمين سر عام اتحاد الفنانين التشكيليين يوسف ناصر بين أن معرض الفنانة العمري يرتبط بالتراث الإسلامي عامة والدمشقي خاصة المليء ب
الزخرفة الإسلامية المنقوشة على
الزجاج الدمشقي التي أضافت عليه جمالا خاصا به.
والفنانة العمري خريجة جامعة دمشق قسم الفلسفة حائزة دبلوم التأهيل التربوي وهي فنانة في الزخرفة والفن الإسلامي وعضو مؤسس لجمعية المرأة المسلمة في الفن بواشنطن وشاركت في كل المعارض التي أقامتها الجمعية منذ تأسيسها في الولايات المتحدة وفي معرض التراث العربي الأمريكي في ولاية ميرلاند ومعرض جماعي في جامعة جورج واشنطن ولها معارض فردية في سورية.