إذا كان لسحر التاريخ أن يترائى للإنسان في مكان لم يمر عليه البشر وإنما سكنته السنون فقط، فلعل أحد هذه الأمكنة هو مغارة الضوايات في سورية.
تقع
مغارة الضوايات في
مشتى الحلو بمدينة
طرطوس ويتجاوز عمرها 20 مليون سنة.
وتتميز المغارة بجمال ما نحتته الطبيعة فيها من نوازل وصواعد وأشكال بديعة تكونت في الدور الجيولوجي الرابع.
ظلت هذه المغارة في طور النسيان ولا يعرفها سوى الساكنين حولها حتى ما قبل سنوات قليلة، عندما تم فتحها لعامة السياح، بعدما وصلت شهرتها للعالم أجمع.
ولم يكن كثير من السوريين يعرفونها. حتى تم اكتشافها بالمصادفة عام 1914 على يد راعي غنم واكتشفت علمياً على يد فريق من العلماء والمستكشفين عام 1956.
تحمل
مغارة الضوايات هذا الاسم لأنها مغارة ذات ثقوب مضيئة في سقفها، وما إن تنظر إلى الأعلى حتى ترى حبال الضوء المتساقطة من فتحات في السقف بحجم الكف فقط، فتبدو وكأنك على خشبة مسرح تتراقص عليه الأضواء أو في حلم ليلة صيفية باردة، أما الصخور فهي تتشكل وتحفر نفسها لتكون منحوتات بيد إلهية يعجز عنها البشر.
كما تبدو فيها الصواعد والنوازل بسبب الترسيب، لوجودها في الصخور الكلسية، فهي متكونة من فحمات الكالسيوم.
هذه المغارة تكونت في الدور الجيولوجي الرابع أسوة بمغارتي جعيتا وقاديشا في لبنان، وعمرها الزمني /20/ مليون سنة نسبة لحجم النوازل فيها إذ يحتاج كل سم3 الواحد حتى يتكون عشرة ألاف سنة.
ترتفع المغارة عن سطح البحر 750 مترا، تحتوي قاعة رئيسية بمساحة 2400 متر مربع و يبلغ طولها الآن حوالي /500/ م لكن في نهايتها قسم يحتاج إلى الشق، ويتوقع الباحثون أن تكون المغارة أكبر من ذلك إذا ما تم شقها، كونها في منطقة جبلية، ويوجد في المغارة فراغات واسعة أكبرها بمساحة /300/م2 كما أن أرضية مسار المغارة من البداية وحتى العمق المكتشف متدرجة في الارتفاع والانخفاض، فقد كانت بحق عجيبة من عجائب الطبيعة.
كما صنفت
مغارة الضوايات السورية كأجمل المغارات غير المسكونة في العالم.