تشير الاحصاءات الخاصة بمشروع الاستمطار في زراعة الحسكة إلى تضاعف كميات الأمطار الهاطلة خلال موسم 2018-2019 مقارنة مع المواسم السابقة ولا سيما أن الكميات الهاطلة خلال الموسم الحالي لم تشهدها المحافظة منذ أكثر من عشر سنوات لتنعكس إيجابا على المزروعات والمحاصيل الشتوية والغطاء النباتي وورفع مستوى مخازين السدود التي اقتربت من طاقتها العظمى.
أكد مدير زراعة
الحسكة المهندس عامر سلو تحسن واقع المحاصيل الشتوية القمح والشعير مشيرا إلى أن وضعها جيد ولا يوجد أي إصابات حشرية وأغلبية الإصابات التي ظهرت في اوقات مختلفة من الموسم اختفت بفضل تحسن الظروف الجوية.
وتابع سلو أن
الأمطار المتواصلة خلال هذا الموسم ساهمت بتوسع المساحات المزروعة وزيادة الاقبال على الزراعة وبلغت الزيادة في المساحات مقارنة بالموسم الماضي نحو 75 ألف هكتار إضافة إلى تحسن وزيادة انتاج وحدة المساحة سواء للمحاصيل المروية او البعلية.
من جانبه أشار رئيس دائرة الانتاج النباتي في زراعة
الحسكة المهندس جلال بلال إلى أن إجمالي المساحات النهائية لمحصولي القمح والشعير في مناطق الاستقرار الزراعي بلغت 130500 هكتار قمح مروي وبنسبة تنفيذ بلغت 44 بالمئة والقمح البعل 337000 هكتار بنسبة تنفيذ 76 بالمئة والشعير المروي 18432 هكتارا بنسبة تنفيذ 76 بالمئة والشعير البعل 416500 هكتار بنسبة تنفيذ 125 بالمئة.
ووفرت
الأمطار مساحات خضراء في عموم المحافظة والتي أسهمت بتامين المراعي للثروة الحيوانية ما انعكس إيجابا على واقع الثروة الحيوانية التي كانت تعاني من انعدام الغطاء النباتي في السنوات السابقة ما أرهق المربين ودفعهم إلى بيع جزء من القطيع لتامين الأعلاف.
ويبين رئيس دائرة الصحة الحيوانية في زراعة
الحسكة الدكتور يحيى داوود أن
الأمطار كان لها آثر كبير لناحية توسيع رقعة المساحات الخضراء وبالتالي فان توفر المراعي أدى إلى تأمين المادة العلفية للثروة الحيوانية وخفف كثيرا من الأعباء المالية على المربين كما حسن من إنتاج مختلف أصناف الثروة الحيوانية من ناحية معدل إنتاج الولادات وما يرافقها من إنتاج للحليب والألبان ومشتقاتها.
من جانب اخر أدت
الأمطار الهاطلة إلى إعادة الحياة الى الانهار وساعدت بجريانها وأثرت على واقع التخزين في المسطحات المائية المنتشرة بالمحافظة ورفعت مناسيب تخزين المياه الجوفية بشكل كبير.
ويوضح مدير الموارد المائية في
الحسكة المهندس عبد الرزاق العواك في تصريح مماثل ان كميات المياه المخزنة وصلت الى طاقة التخزين العظمى في بعض السدود بعد ان انخفضت المخازين في بعضها لتصل الى الصفر نتيجة شح الامطار خلال السنوات السابقة.
ويتابع العواك أنه في سد الباسل جنوب محافظة
الحسكة وصلت الكميات المخزنة من مياه
الأمطار حتى تاريخه إلى معدل قياسي لم يصل إليه منذ انشاء السد عام 2002 جراء ارتفاع منسوب مياه نهر الخابور نتيجة السيول وجريان مياه الوديان المنحدرة والتي تصب غالبيتها في سد الباسل قادمة مع مياه النهر ليصل التخزين إلى 528 مليون متر مكعب مقابل 100 مليون متر مكعب العام الماضي علما أن طاقة التخزين العظمى للسد 605 ملايين.
ويبين العواك اهمية تخزين المياه في سد الباسل جنوب
الحسكة لجهة إمكانية الاستفادة من المياه زراعيا من خلال إعطاء ريات لسقاية المزروعات على سرير نهر الخابور المرخصة من قبل مديرية الزراعة سواء للمحاصيل الصيفية أو الشتوية حيث تقوم الورشات الفنية التابعة للمديرية حاليا باجراء صيانة للبوابة الرئيسية للسد وتحديدا الدارات الميكانيكية والهيدروليكية لتأمين فتح وإغلاق البوابة.