ولد ناجي جبر في شهبا في محافظة السويداء في سوريا في 9 فبراير/ شباط 1940، وكان من الطبيعي أن يعشق التمثيل أو يتأثر، خصوصاً أنه من أسرة فنية عريقة، فهو شقيق الممثلين محمود جبر وهيثم جبر، وشقيق زوج الممثلة هيفاء واصف وعم الممثلتين ليلى جبر ومرح جبر.
أحب التمثيل وتعلم أصوله من شقيقة محمود جبر، وبدأ مسيرته الفنيّة من على خشبة المسرح العسكري، من ثم انضم الى فرقة شقيقه، وقدم فيها العديد من الأعمال منها "صياد وصادوني"، "سراديب الضايعين"، "النهب"، و"طارت البركة".
بعدما لمع نجمه من خلال فرقة شقيقه "محمود جبر" أصبح
ناجي جبر إسماً محبباً للجمهور، في وقت كان مسلسل "صح النوم" للكاتب والممثل نهاد قلعي ومن بطولة دريد لحام 1973 بحاجة الى دم جديد، فاختار قلعي أن يدخل لفرقة العمل شخصية جديدة، وجد ضالته في ناجي جبر، وأسند له شخصية "أبو عنتر" التي تحولت بفترة زمنية قصيرة الى شخصية ناجحة امتدت عبر سنوات، خصوصاً أنها واكبت نبض الشارع، فشخصية "المشراني أو أبو المشاكل" شكلت حالة إستثنائية وتحولت "افيهات" الشخصية مع الوقت الى تعابير تستخدم بين الناس وهذا يثبت نجاح الشخصية وتأثر الجمهور بها.
إلتحق
ناجي جبر بنقابة الفنانين السوريين عام 1972، وتابع عمله مع نهاد قلعي وشريك نجاحاته دريد لحام، وأطل بشخصية "أبو عنتر" في أعمال "غوار، وصح النوم".
سنوات طويلة إستخوذت فيها شخصية "أبو عنتر" على ناجي جبر، ورغم نجاحات هذه الشخصية الا انها بدت في فترة من الزمن حملاً ثقيلاً على صاحبها، فتلك الشخصية حجزت كل إمكانات
ناجي جبر بها، ولم يتمكن من أن يخرج منها ويجسد شخصيات أخرى بعيداً عن شخصية "القبضاي".
في تسعينيات القرن الماضي بدأ جبر يلتمس تراجع نجومية "ابو عنتر" فتلك الشخصية لم تصل الى البطولة المطلقة الا مرات قليلة لم تحقق فيها النجاحات المنتظرة، فإتخذ قراره بالإنتقال ب
أبو عنتر من صاحب المشاكل، ليصير المدافع عن حقوق الآخرين، فاقتربت الشخصية من الناس أكثر، خصوصاً عندما قدمها في مسلسل "يوميات أبو عنتر" التي شكلت العودة الرسمية لشخصية "أبو عنتر" بفكره الجديد، في وقت لم ينس المسرح وأسس تجربة مسرحية اجتماعية ناقدة لم تقل عن تجربة أخيه الرائد محمود جبر، بل وأضاف عليها ناجي بعداً سياسياً أكثر جرأة.
بعد غياب سنوات بالتعامل مع دريد لحام، استعان الاخير ب
أبو عنتر في مسلسله "عودة غوار" الذي تم تقديمه عام 1998، وظهر بشخصية أبو عنتر، وظهرت الشخصية أقرب الى الطيبة من البلطجة، واستطاع من خلال هذا العمل أن يأخذ المساحة الأكبر له مع "غوار"، فبدا دور "أبو عنتر" أكبر وأعمق من أدواره مع لحام السابقة.
بعد "عودة غوار" اتخذ
ناجي جبر قراره بهجرة شخصية "ابو عنتر" بشكل نهائي، وعدم العودة اليها، لكن المخرجين والمنتجين اعادوه اليها من حيث لا يدري حيث شارك بالعديد من الأعمال وظهر فيها بشخصية "القبضاي" لكن تحت مسميات أخرى بعيدة عن أبو عنتر، فأطل جبر بشخصية القبضاي في "أيام شامية" و"الخوالي" لبسام الملا، ومع سيف الدين سبيعي "أولاد القيمرية".
أما مع المخرج علاء الدين كوكش في مسلسل "أهل الراية" فإنتقل جبر بشخصية القبضاي الى مرحلة الزهد والتصوف بشخصية نمر، فخرج كلياً من شخصية أبو عنتر، وأظهر قدرة تمثيلية كبيرة جداً كانت محتجزة داخل تلك الشخصية الأسطورية ولم يستطع تفجيرها الى آخر أيامه.
أما أخر أعمال
ناجي جبر فكانت مسلسل "بيت جدي" وجسد فيه شخصية "أبو راشد" وهو بائع حلويات.
صباح الإثنين الـ30 من مارس/آذار من العام 2009 رحل الممثل السوري
ناجي جبر عن عالمنا عن عمر يناهز 69 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي عانى منه في نهاية حياته.
تزوج الممثل السوري الراحل
ناجي جبر عام 1984 وأنجب أربعة أولاد "لجين وهيا وريبال ومضر" حيث أن إبنه الأخير سار على خطى والده وسلك طريق التمثيل، وأطل بالعديد من الأعمال السورية أولها عام 2008 بالجزء الثاني من مسلسل "بيت جدي" الذي أطل في جزئه الأول والده بدور أبو راشد.
من ثم شارك مضر جبر بالعديد من الأعمال مثل : شيفون، يوميات مدير عام 2، مرايا، الولادة من الخاصرة 2 وغيرها من الأعمال.