ولد حنا مينا في 9/ آذار /1924 لأسرة فقيرة ،عاش طفولته في قرية السويدية القربية من لواء الإسكندرون وأجبره دخول الأتراك إليه على النزوح مع عائلته إلى اللاذقية ، دخل المدرسة في سن السابعة وحصل على شهادة التعليم الابتدائي، لكنه لم يكمل تعليمه لسوء الأحوال المعيشية والفقر المدقع الذي كان يعيش فيه.
يعتبر حنا مينا من أبرز الروائيين العرب ،اهتمت رواياته بالواقعية الاجتماعية وبالصراع الطبقي ، وكان لجزء من تجاربه الخاصة أثراً مميزاً في كتاباته عن معاناة الناس اليومية حيث أنه لم يتوقف عن تجسيد المواقع المر لطفولته ، واعتبره ملهماً لرواياته.
تناول في العديد من رواياته البحر وحياة البحارة في مدينه اللاذقية وما يحيطها من أخطار معتبراً البحر مصدر إلهامه.
عام 1976 نشرت القصة القصيرة بعنوان "على الأكياس" التي تتناول سيرة حياة مينا،أنجز معظم أعماله في فترة الانتداب الفرنسي على سورية،وفي الفترة التي تلت الاستقلال مباشرةً حيث تحولت معظمها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية سورية كرواية "نهاية رجل شجاع".
كانت أولى رواياته (المصابيح الزرق) عام 1954 ومن أشهر أعماله "الثلج يأتي من النافذة" و "الربيع والخريف" و "الولاعة" وغيرها.
عمل في بداية حياته موزعاً لجريدة صوت الشعب،ودخل المعترك السياسي وناضل مع رفاقه ضد الإحتلال الفرنسي،وبدأ كتابة المراسلات والعرائض للحكومة ثم انتقل للعمل بحاراً وحمالاً في مرفئ اللاذقية ثم حلاقاً.
في عام 1948 انتقل حنا إلى بيروت بحثاً عن عمل وعاد إلى دمشق وبدأ عمله الأدبي هناك في جريدة الإنشاء الدمشقية محرراً متمرناً،ثم أصبح رئيساً للتحرير، كما عمل في كتابة المسلسلات الإذاعية قبل أن يعمل في وزارة الثقافة.
تنقل بين العديد من البلدان فسافر إلى اوروبا ثم إلى الصين لكنه في النهاية عاد إلى سوريا.
ساهم مع عدد من الكتاب السوريين أمثال حسيب كيالي ومصطفى الحلاج في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1951،شارك أيضاً في تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1959 وحصل على جائزة الكاتب العربي عام 2005.
له أكثر من 40 رواية وقصة إحداها "
المصابيح الزرق التي نقلها إلى التلفزيون ، ورواية "الشراع والعاصفة" التي نقل نصها إلى السينما.
أعادت رواية "المستنقع" بقايا ذكريات مينا في الإسكندرون،وقد وصفها الناقد الأدبي صلاح فاضل بإنها الأعظم من بين السير الذاتية على الأطلاق والأوفر صدقاً والأغنى فكراً.
ومن أهم أعمال
حنا مينا "الياطر"و"حمامة زرقاء في السحب" و "حدث في بيتاخو" وغيرها كثير فقد تجاوزت أعماله الأربعين رواية وقصة.
توفي
حنا مينا يوم آب/أغسطس عام 2018 وقد أذيع نبأ وفاته رغم أنه أوصى منذ كان في الخامسة والثمانين من عمره بألا تذيع أيه وسيلة إعلامية نبأ موته قائلاً إنه شبع من الحياة.