التسجيلات المصورة تم تجميعها على شكل فيلم وثائقي مدته ستين دقيقة تضمن 60 مشهداً حول أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها سورية على كل الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والفنية والإعلامية خلال فترة ستين عاماً امتدت منذ عام 1915 وحتى عام 1975.
المؤرخ والباحث سامي المبيض رئيس مجلس أمناء مؤسسة تاريخ دمشق قال: إن مصدر هذه التسجيلات جامعة كاليفورنيا الجنوبية التي تواصلت مع المؤسسة وطلبت تقديم شرح حول الأحداث التي تتضمنها وتوضيح مضمون المشاهد الموجودة فيها، مبيناً أن المؤسسة طلبت نسخة من هذه التسجيلات النادرة جداً للاستفادة منها في الأغراض التعليمية والتوثيقية غير الربحية، حيث تم العمل عليها وتجميعها ضمن فيلم عرض عام 2019 بمتحف دمشق ومن ثم تم تطويره والعمل عليه مرة أخرى وفق تسلسل زماني متواصل وملء الفراغات الموجودة في التسجيلات بحيث تظهر بطريقة متناسقة ومعبرة عن الحقبة التاريخية لسورية خلال الفترة المذكورة.
ولفت الباحث المبيض إلى أن العرض يتضمن مشاهد حقيقية حية لشخصيات سياسية تظهر بشكل واضح في المشاهد وكذلك العديد من الأحداث المحلية والدولية التي جرت خلال تلك الفترة وظهور العديد من مناطق ومعالم وأسواق دمشق، مبيناً أهمية هذا الأمر بالنسبة لصناع الدراما من كتاب ومخرجين وفنانين.
وأكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أن العرض مؤثر جداً ويعطي روح الأمل بالمستقبل ويؤكد أن سورية بلد عظيم رائع وراق وبلد حضاري تاريخي لا يقهر مهما كانت التحديات، مشيرة إلى ضرورة أن تستلهم الأجيال من ذكرى الجلاء المحبة لهذا الوطن ولهذا التاريخ معربة عن تقديرها لجهود المؤسسة في تعريف الأجيال الشابة بتاريخ بلدهم وأهم الأحداث التاريخية التي مرت بها سورية وتفاصيلها وكذلك التعريف بالإنجازات التي حصلت خلال تلك الفترة.
الأديبة كوليت خوري لفتت إلى أن العرض عبر عن تاريخ كامل مرت به سورية على الصعيد السياسي وأعربت عن أملها بأن تتم عمليات التوثيق والتسجيل التاريخي القادمة وفق هذا النهج الفني الجديد لتكون لدينا أعمال تاريخية توثيقية نفخر ونعتز بها.
الدكتور محمد فراس حناوي نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا قال: شاهدنا اليوم لأول مرة فيلماً وثائقياً حقيقياً يعبر عن تاريخ دمشق وسورية سلط الضوء على مجموعة أحداث حصلت في سورية خلال تلك الحقبة لابد من التعرف والاطلاع على تفاصيلها لكونها جزءاً من ماضينا وتاريخنا العريق.
ومن جمعية أصدقاء دمشق بينت الدكتورة أمل محاسن أن العرض كان غنياً بكل الأحداث والتفاصيل التي عايشت بعضها ورأيتها مجسدة أمامي مبينة أهمية التوثيق بهذه الطريقة والابتعاد عن الخيال وإنما يكون واقعاً مصوراً مع كلام.
وأعربت الكاتبة السورية نادية الغزي عن إعجابها بالعرض الذي ظهرت فيه كأول النساء اللواتي عملن في تقديم البرامج بالتلفزيون السوري وقالت: إنه تضمن تاريخاً حافلاً أشعرناً بالحزن أحياناً وأحياناً أخرى بالفرح.