ارتفع الدولار بشكل ملحوظ في السوق السوداء خلال اليومين الماضيين، وصل لحدود 560 ليرة سورية أمس الأول، ليعاود انخفاضه أمس لحدود 550 ليرة سورية، وبعض مصادر السوق تقول بأنه لامس 545 ليرة، موضحين أن أبرز أسباب هذا الارتفاع عودة نشاط المضاربة واستيراد المشتقات النفطية.
بين رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية عابد فضلية أن هذا الارتفاع يعود لعدة تفسيرات، منها حدوث طلب كبير على
الدولار في
السوق السوداء أدى إلى تأجيج السوق أمس الأول، مبيناً في الوقت نفسه أن هناك طلباً على
الدولار حالياً لشراء المشتقات النفطية، وهذا الأمر ساهم في ارتفاع
الدولار خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضح فضلية بأن صعود
الدولار أمس الأول لحدود 560 وهبوطه أمس دون 550 هو حالة غير عادية، وقد ساهم تجار في تأجيجها، مبيناً أن هذا الارتفاع هو مؤقت، متوقعاً أن يستقر
الدولار ويهدأ مع اقتراب نهاية الأشهر الثلاثة التي سمحت خلالها الحكومة للصناعيين والتجار باستيراد المشتقات النفطية، وسيتراجع بعدها.
وفي سياق متصل، بيّن نقيب المهن المالية والمحاسبية زهير تيناوي لـ«الوطن» أن كل العوامل الاقتصادية تؤثر في تذبذب أسعار
الدولار صعوداً وهبوطاً، فعندما يكون هناك أريحية في موضوع الاستيراد والسماح للصناعيين والتجار باستيراد مواد أساسية منها مواد غذائية ومشتقات نفطية فإن هذا الأمر يؤثر في شدة الطلب على
الدولار وبالتالي ارتفاع في سعر الدولار.
وأشار تيناوي إلى أن الحصار الاقتصادي الجائر على سورية الذي لم يسبق له مثيل خلال الفترة الحالية ساهم في عدم استقرار سعر صرف الدولار، مشيراً إلى أن المصرف المركزي يراقب سعر
الدولار اليوم وعلى ما يبدو أن هناك إجراءات أكثر حزماً من موضوع التدخل سيتم اتخاذها من قبل المصرف المركزي، منوهاً بأن إعلان المصرف التجاري السوري برفع فوائد الودائع بالنسبة للقطع الأجنبي ستسهم في استقرار أو انخفاض تدريجي بسعر القطع الأجنبي، وهذا الأمر مرهون بفترة زمنية ليست آنية، فهذا ليس حلاً سريعاً لارتفاع سعر الصرف، متمنياً أن يبادر من يملك القطع الأجنبي لإيداعها في المصارف المحلية السورية ومنها المصرف التجاري.