سعد الله ونوس في ذكرى رحيله الـ22.. مبدع احتضن الخشبة حتى النهاية

الخميس 16 مايو 2019 - 12:07 بتوقيت غرينتش
سعد الله ونوس في ذكرى رحيله الـ22.. مبدع احتضن الخشبة حتى النهاية

الكاتب المسرحي “سعد الله ونوس” وسم رحلة عمره بعشق أبو الفنون ليغدو أحد رواده العالميين في عصرنا الحديث وجسده إبداعا على الخشبة فاحتضنها حتى النهاية.

ربط ونوس 1941-1997 المسرح بالحياة وأسهم في تنشيط الحركة المسرحية في سورية ولم يقتصر نشاطه في وطنه وإنما عرضت مسرحياته منذ عام 1970 في كثير من الدول العربية وكرم لنتاجه المسرحي مرات عديدة داخل سورية وخارجها وكان لمسرحه صدى عالمي فترجمت بعض مسرحياته إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والروسية والإسبانية والبولونية.

بدأ ونوس كتابة المسرح في ستينيات القرن الماضي فقدم وفق كتاب سيرته الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب نصه المسرحي الأول “ميدوزا تحدق في الحياة” سنة 1963 الذي جاء تجسيدا حيا للصراع بين العقل والعاطفة وبعدها مسرحيته “جثة على الرصيف” 1963 وفيها أثر من الوجودية العبثية ولامس ونوس في مسرحيته “فصد الدم” 1963 واقع الهم العربي الفلسطيني وكتب بعد ذلك “الجراد” ثم مسرحيته “مأساة بائع الدبس الفقير” 1964 وفيها تنديد بالخوف الإنساني وتتالت بعدها مسرحيات أخرى منها عام 1965 “المقهى الزجاجي ولعبة الدبابيس والرسول المجهول في مأتم أنتيغون وعندما يلعب الرجال” التي استمد مادتها من الواقع الاجتماعي والواقع السياسي محددا قيمة الفائدة من الوقوف عند الماضي في استشراف المستقبل ورسم آفاقه فقال: “ما فائدة التاريخ إن لم يكن يسمح لنا بالتنبؤ”.

وتعد مسرحية ونوس المشهورة “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” علامة فارقة في نتاجه المسرحي كتبها عام 1967 متأثرا بواقع النكسة وفتحت له آفاق الشهرة وكان همه فيها الوقوف على أبعاد الحدث الجلل وبعد ذلك أخذ ونوس يتناول المسرح بأدوات فنية جديدة أطلق عليها نقاد مسرح ونوس “مرحلة التأمل والمراجعة” وتعتمد على الاستلهام الواسع من التراث التاريخي والإسقاط الفني في الكتابة ومنها “الفيل يا ملك الزمان 1969″ و”مغامرة رأس المملوك جابر 1970″ و”سهرة مع أبي خليل القباني 1972”.

وفي عقد التسعينيات استمر ونوس باستحضار التاريخ والواقع الاجتماعي والسياسي حتى نضج الاستلهام التاريخي والأدوات الفنية في مسرحه ولا سيما في مسرحياته “منمنمات تاريخية 1994″ و”طقوس الإشارات والتحولات” 1993 و”ملحمة السراب” 1995.

كانت مسرحيات ونوس مادة للنقد فكتبت فيها المقالات والبحوث واختير عام 1996 لإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي في المعهد الدولي للمسرح التابع لليونيسكو حيث أطلق جملته الشهيرة “إننا محكومون بالأمل وما يحدث لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ”.

يذكر أن سعد الله ونوس ولد في قرية حصين البحر بمحافظة طرطوس وعمل في مجال الصحافة وكتب في عدد من الصحف والمجلات وأبرزها مجلة “المعرفة” و”الآداب” عن المسرح وقضاياه وترأس تحرير مجلة “الحياة المسرحية” وعمل في المسرح القومي ودرس مادة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتوفي في الخامس عشر من أيار لعام 1997 بعد صراعٍ مريرٍ مع سرطان الرئة.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019