حتى القمر له نشاطه الزلزالي

الأحد 19 مايو 2019 - 17:54 بتوقيت غرينتش
حتى القمر له نشاطه الزلزالي

أظهر تحليل بيانات محطات الرصد الأربع التي ثبتها رواد الفضاء في مهمات أبولو أدلة جديدة ترجح نشاطا تكتونيا في القمر، بعد أن كان يعتقد أن القمر عبارة عن كتلة صخرية ميتة.

وكشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة نيتشر لعلوم الأرض عن رصد لزلازل سطحية قمرية -بشدة تتراوح ما بين درجتين وخمس درجات على مقياس رختر- ترتبط ارتباطا مباشرا بأماكن المنحدرات التصدعية الشاهقة.

وتأخذ هذه المنحدرات القمرية التصدعية شكل الدرج، وعادة ما تكون بارتفاع عشرات الأمتار وتمتد لبضعة أميال.

تصدعات قمرية 
طور فريق الدراسة خوارزمية حاسوبية لتحديد مواقع الزلازل المكتشفة وعددها 28 زلزالا سطحيا، والتي يرجح وقوعها في الفترة ما بين عامي 1969 و1977.

وقد وجد الفريق أن ثمانية منها قد وقعت على بعد 30 كلم من التصدعات الظاهرة في الصور القمرية، مما يعطي مبررا منطقيا لاعتبارها سببا رئيسيا وراء حدوث تلك الزلازل.

وقد وجدت الدراسة أن ستة من الزلازل الثمانية قد حدثت عندما كان القمر في أبعد نقطة عن الأرض في مداره، حيث يزداد المد الجزري الإضافي الناتج عن الجاذبية الأرضية مما يزيد من احتمالية حدوث انزلاق في تلك التصدعات الزلزالية. 

صور تفصيلية 
وقد قدمت مركبة الاستكشاف الفضائية "أل آر أو" (LRO) التابعة لناسا صورا تفصيلية كشفت عن وجود ما يزيد على 3500 منحدر تصدعي على سطح القمر.

وتظهر بعض هذه الصور انهيارات أرضية في بقع تبدو ساطعة نسبيا مقارنة بسطح القمر الذي يبدو معتم اللون نتيجة تأثره بالأشعة الشمسية والفضائية، مما يعطي دليلا آخر على أن هذه المساحات الساطعة قد نشأت عن انزلاق بعض الصخور إلى أسفل المنحدر التصدعي نتيجة حدوث زلزال ما في تلك التصدعات النشطة.

ويعد الانهيار الأرضي الكبير في الكتلة الصخرية الجنوبية من منحدر لي لينكولن دليلا آخر على وجود الزلازل القمرية الناتجة عن أحداث انزلاق التصدعات هناك.

أصل نشأة القمر
تتمدد الصخور مع ارتفاع درجة الحرارة وتنكمش عند البرودة، ونتيجة لانكماشها تتكسر قشرة القمر لتشكل التصدعات، كتلك التي رصدتها الصور التفصيلية التي التقطتها مركبة الفضاء الاستكشافية عام 2009.

وقد دأب فريق الدراسة على مقارنة صور تصدعات محددة في أوقات مختلفة، وذلك لمعرفة ما إذا كان هناك أي دليل على نشاط زلزالي حديث.

والقمر ليس الوحيد في نظامنا الشمسي الذي يعاني بعض الانكماش مع الزمن. حيث يوجد في عطارد تصدعات هائلة يصل طولها إلى حوالي ستمئة ميل بارتفاع يزيد على ثلاثة كيلومترات وهي أكبر بكثير من حيث الحجم من تلك الموجودة على القمر، مما يشير إلى تقلص عطارد بأكثر بكثير من القمر.

وتشجع هذه المعلومات على إنشاء شبكة رصد زلزالية جديدة على سطح القمر لمعرفة المزيد عن باطنه، وتحديد مقدار الزلازل الخطرة هناك، إضافة إلى ضرورة تحديد التصدعات النشطة لتجنب مجاورتها عند التخطيط لإعداد قواعد فضائية هناك. 

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019