وأكدت بلال أنه من المقرر أن تنفذ المحافظة المرحلة الأولى ريثما يتم الانتهاء من تقديم المرحلة التنفيذية الثانية لكامل نهر بردى وفروعه ضمن مدينة دمشق التي تشمل الحدود الإدارية عند المتحلق الجنوبي، منوهة بمساعٍ كبيرة جداً بالتنسيق مع المحافظة للمباشرة بالتنفيذ، مع الاعتماد بشكل كبير على المجتمع المدني وعدد من المنظمات للمساهمة في تنفيذ وتمويل هذا المشروع.
وأشارت إلى تقسيم المشروع من حيث التمويل والتنفيذ إلى أجزاء ومنه إلى قطاعات (صرف صحي- مياه.. إلخ)، بالإضافة إلى الدور المنتظر من الجهات المعنية، مضيفة: المحافظة جادة في تنفيذ المشروع، وستعلن عن الجهة الممولة للمشروع خلال الفترة القادمة وعرض آلية التنفيذ في ضوء المراحل المقررة.
وقالت بلال: أشيع على أن المشروع تجميلي، لكن نؤكد أنه ليس كذلك وهو من ضمن الأولويات لتجاوز مشكلات وتبعات الصرف الصحي والنفايات الصلبة التي تتراكم على نهر بردى وتأثيره على الجانب الصحي وتسبب العديد من الأمراض وانتشار الحشرات والبعوض والقوارض والروائح، بما فيه موجة الأمراض التي شهدناها سابقاً، ناهيك عن التعديات العمرانية والمخالفات التي تطوله.
ولفتت إلى تعاقد الجامعة مع المحافظة لتقديم دراسة تنفيذية للمشروع وفق 3 مراحل، تشمل الموافقات وعدداً من المقترحات لكامل المشروع، والجانب التنفيذي، مع تقديم محطات معالجة لعدد من المواقع، وإجراءات تخص الصرف الصحي.
وأشارت مدير مخبر مشروع بردى إلى البدء من الحدود الإدارية لمدينة دمشق بما فيه استدراك تنفيذ محطتي الهامة وجمرايا من محافظة ريف دمشق، ليصار إلى معالجة المشكلة من أساسها ومنع دخول مياه الصرف الصحي إلى دمشق (نهر بردى) بحيث تصل معافاة ونظيفة، لافتة إلى الاعتماد على نظام المعالجة المتكاملة ليشمل مختلف مراحل العمل.
في السياق، فاز المشروع البحثي لإحياء نهر بردى الذي أنجزه المعهد التابع لجامعة دمشق بالمركز الأول للتمويل في المسابقة الدولية السنوية لجامعة لاسبينزا الإيطالية وذلك من بين 42 مشروعاً فازت بالتمويل أيضاً من المسابقة التي تقدم لها أكثر من 280 مشروعاً بحثياً من مختلف دول العالم.
ويتضمن المشروع تقييمات ومسحاً شاملاً لواقع النهر، وحلولاً متكاملة مقترحة للمشكلات التي يعاني منها من المنبع حتى المصب، من كل النواحي التخطيطية والبيئية والتاريخية والسياحية والثقافية، وكذلك ما يخص البنى التحتية.
على حين أكدت بلال أن جامعة لاسبينزا تخطط لإنشاء مخبر لمشروع بردى مشابه للمخبر الموجود في المعهد بجامعة دمشق، وسيكون الإشراف عليه مشتركاً بين الجامعتين من أجل تأهيل وتدريب طلاب دراسات عليا من سورية ودول أخرى.
وتعول بلال على الانتقال من الجانب البحثي إلى التنفيذي على أن يساهم بتمويله المجتمع الأهلي والعديد من الجهات المعنية، وذلك وفق الأهداف والأولويات المطلوبة من النواحي البيئية والصحية.
وكانت جامعة دمشق أطلقت بالتعاون مع محافظة دمشق المشروع وتم عرض مكوناته على الجهات المعنية الحكومية والأهلية، وهو حائز تمويل ودعم الهيئة العليا للبحث العلمي، وتم افتتاح مخبر بحثي خاص به في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بهدف توفير البنية البحثية اللازمة لدعم المشروع وتأمين التجهيزات البحثية.
ويشار إلى أن فكرة إحياء النهر بدأت منذ 2019 خلال المؤتمر الذي أطلقته الجمعية السورية البريطانية على مدرج الجامعة.