فرحة كبيرة يعيشها النجم السوري عابد فهد، بعد النجاح الذي حققه في مسلسله «طريق»، والذي عُرض في رمضان مؤخراً وجَمَعهُ مع النجمة اللبنانية نادين نسيب نجيم، الأمر الذي دعا الجميع ليحتفل به كلٌّ على طريقته، فمنهم من قام بتكريمه كأفضل فنان عن دراما رمضان 2018، ومنهم من حرص على دعوته للكثير من المناسبات التي أقيمت في دبي، والاحتفاء به بما يتناسب ومشواره الفني. ووسط نشوة الفرح، التقته «زهرة الخليج» في هذه الدردشة.
• عابد، هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي حققتهُ شخصية «جابر سلطان» في مسلسل «طريق»؟
– بكل ثقة أقول نعم، وإلّا لـمَـا كنت قد قبلت الدور من البداية، خاصة أنه مقتبس عن رواية «الشريدة» للكاتب نجيب محفوظ، والتي سبق أن تم تقديمها في فيلم سينمائي. ثم إن «جابر» هو رَجُل يُشبه الكثيرين من الموجودين في عالمنا العربي، إنسان بسيط ينتمي إلى بيئة فقيرة وشعبية جداً، تمكّن من جمع ثروته خلال حياته العملية التي بدأها طفلاً بعد أن فقد أباه، وحين يلتقي امرأة متعلمة ومثقفة «أميرة» تدرس المحاماة وتطمح إلى أن تعمل في القضاء، هنا يبرز سؤال مفاده: هل يمكن لمثل هذه العلاقة أن تنجح؟ وهل يسيطر المال على العقل أم العكس!
• كيف وجدت الفنانة نادين نسيب نجيم التي شاركتك «طريق»، لاسيّما أن البعض حاول الإساءة إليها والقول إنها لا تُجيد التمثيل، وربما جاء ذلك انتقاماً منها لأنها غادرت «الهيبة» ولم تشارك في الجزء الثاني منه؟
– نادين نجيم وجدتها شريكة جاهزة لأن تلعب دورها بحرفيّة.. وهي للأمانة، فنانة محترمة وحريصة على أن تحتفظ بكل نجاحاتها، والمشاهد الأخيرة من «طريق» تُبرهن على كلامي.. لذلك من ادّعَى عليها أنها لا تجيد التمثيل يكون بذلك ظلمها وافترى عليها، عدا أنها لديها تجارب سابقة ناجحة.
غيرة زينة يازجي
• ثمّة من يتساءل عما إذا كانت زوجتك الإعلامية زينة اليازجي قد غارت من نادين نسيب نجيم، جرّاء عملها معك في «طريق»؟
– زينة زوجتي عقلها كبير في مثل هذه الأمور، بدليل أنه عندما تم توجيه هذا السؤال إليها في لقائها معي في برنامج «مجموعة إنسان»، لم تجد إجابة خيراً من أن تبتسم للسؤال، تأكيداً منها أنها لا تعير هذه التفاهات أهمية. وللعلم زينة معجبة بتمثيل نادين، وكثيراً ما أبدت سعادتها بالثنائية التي قدّمناها في «طريق» وفي «لـو» سابقاً.
• هل نجاحك في «طريق» استفزّ زميلك الفنان تيم حسن، وهو ما يحاول البعض أن يُروّجه من باب زرع الفتنة بينكما؟
– لقد تعجّبت من مقال نُشر مؤخراً حمل عنوان «بين
عابد فهد وتيم حسن.. منافسة فنية أم حرب خفيّة؟»، وبالتأكيد ما بيننا هو منافسة فنية تذهب لمصلحة المشاهد، إنما «ما في حرب ولا شي»، ولا أعتقد أني عندما سُئلت عن «طريق» والجزء الثاني من «الهيبة»، وذكرت أن عملي واقعي ويشبهنا وليس تقليداً للغرب، وأشرت إلى أننا لسنا صنّاع «أكشن»، كنت أغمز من قناة «الهيبة» محاولاً الانتقاص منه، حتى أبدَى المنتج الصديق صادق الصباح صاحب شركة «صبّاح ميديا» المنتجة للعملين، عَتبهُ متمنياً ألّا يُقيّم أي فنان من الذين يتعاون معهم، رأيه علناً بعمل آخر تنتجه الشركة أيضاً. ولن أعلق هنا على هذا العتب سوى بالقول: «أنا ما بدّي أعمل حرب على أي عمل فني آخر»، وسأكتفي بالقول إن النجاح الكبير الذي حققه «طريق» يحمل ردّاً على أي سؤال.
الكل يثني على «طريق»
• في رأيك، هل الناس في هذه الفترة محتاجون إلى مُشاهدة «طريق» أم «الهيبة»؟
– لكل إنسان ميوله.. وبالنسبة إليّ أرى أن «طريق» يحمل مادة للتمثيل والتنوع، وهناك ممثل أمامك يصعد وينزل في الأداء، ولا أجامل نفسي إنْ قلت إنّ الكل كانوا يُثنون على «طريق»، مع هذا «الهيبة» له فئة من الجمهور، و
تيم حسن ممثل موهوب ومُتميّز.
• هل في عقد مُقارنة من جانب البعض بين نجاحك في «طريق»، ونجاح تيم حسن في جزأي «الهيبة»، محاولة «جَرّ رجلك» إلى معركة ما؟
– لن ينجحوا في «جَرّ رجلي» إلى مثل هذه الحرب، و«أهْبَل» مَن يُضيّع وقته في تغذية مثل هذه المعركة، لأنه من البداية «ما كان في حرب بيني وبين تيم»، خاصة أن الدورين أو الشخصيتين مختلفتان، فجميع الشخصيات في «طريق» تُشعرك بأنك تعيش معها. عموماً، أنا أيضاً ليس لديّ «فانز» من النوع الذين يُعلّقون سلباً على
تيم حسن أو غيره، ولا أحبّذ أو أدعوهم لفتح حرب مع أحد.
• هل تُحبّذ من يقول إن مسلسل «طريق» هو Number1 في الدراما الرمضانية 2018؟
– نعم وبشدّة، وأعزي ذلك لقوّة فكرة «طريق»، كما أن بساطة العمل جذبت الناس إليه، فهو مطروح بطريقة السهل الممتنع، أي أنه ليس عملاً مُفبرَكاً أو تقليداً لـمَـا يحدث في الخارج، بل له علاقة بأرض الواقع.. وفي نظري، الإغراق في الواقعيّة نجاح.
هارون الرشيد ليس زير نساء
• لم تبتعدوا في النهاية عما جاء في رواية «الشريدة»، وهل كان مسموحاً لكم تغيير النهاية؟
– لقد قاربنا في النهاية لأحداث الرواية كثيراً. وبصراحة، لا أعرف إذا كان ممنوعاً التغيير في النهاية، ولكن من دون تشويه الرواية.
• شاركت في مسلسل «هارون الرشيد» بدور بسيط.. لماذا؟
– هي خدمة لمصلحة الدراما السورية، وخدمة للشركة المنتجة.. وأنا أعتبر نفسي في هذا العمل ضيفاً، وقدمت الدور بشكل جيّد أعجب الناس، علماً بأن دوري انتهى في الحلقة السابعة، وهذا كان شرطي في البداية.. أن يكون دوري قصيراً.
• في رأيك، لماذا لم يَحْظَ عمل «هارون الرشيد»، الذي لعب بطولته الفنانة قصي خولي بذلك النجاح المنتظر؟
– ربما لأن العمل التاريخي بات بعيداً عن الجمهور في هذه الفترة، كما أن الجمهور بات يميل إلى الأعمال الاجتماعية التي تُلامسه.. فالشارع العربي مُرْهَق وتعبان بكل معنَى الكلمة، لذا هو يبحث عن البساطة فيما يراه. أيضاً سمعت الكثير من النقد الذي يطول العمل، متسائلين أصحابه: أين هارون الرشيد الحقيقي مما شاهدناه؟ مستغربين «هارون الرشيد هو ليس زير نساءه كما يُظهره المسلسل»، ومُشيرين إلى أنه غاب في العمل ماذا حققت هذه الشخصية في التاريخ، والتطرق إلى هاجسه الثقافي والجوانب المضيئة في مشواره.
• يتردّد أنك ستنقل أنت وزوجتك زينة إقامتكما من دولة الإمارات إلى لبنان. ما صحّة هذا؟
– لا. إنما كانت هناك فكرة أن نُغادر دبي لنقيم في بيروت، إنما وجدتُ اعتراضاً من أولادي الذين اعتادوا على دبي ويصرّون على البقاء فيها.
• أخيراً، أي نوع من المشجعين أنت في كأس العالم 2018؟
– أنا مع اللاعب ليونيل ميسي.. فأينما لعب ميسي ستجدوني معه، لذلك في «مونديال روسيا» أشجع منتخب الأرجنتين، وأتمنّى له الفوز بالكأس، خاصة أن ميسي مُصرّ على أن يحقق إنجازاً لمنتخب بلاده. أيضاً وكأيّ عربي، أتمنّى التوفيق للمنتخبات العربية الأربعة (السعودية، مصر، المغرب وتونس) المشاركة في البطولة.