وقالت المنظمة العالمية، في مقاطع مصورة عبر قناتها الرسمية على "يوتيوب"، إنه نظرًا لأن أجزاء من العالم تشهد درجات حرارة قياسية فمن الضروري أن نتعلم كيف تضرنا الحرارة، ومن هو الذي يتعرض للخطر، وما يمكنك القيام به لحماية نفسك.
واستعانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بالدكتورة جوي شوماكي غيليموت Joy Shumake-Guillemot لتبسيط الصورة وتقديم نصائح للجمهور ضمن حلقة من برنامج "العلوم في 5" أو Science in 5.
كيف تضر الحرارة بجسم الإنسان؟
شرحت الدكتورة غيليموت، عالمة الصحة البيئية والممارس في مجال الصحة العامة، أنه "عندما نتعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترة طويلة جدًا، فإن الجسم بطبيعة الحال سيرغب في تهدئة نفسه، لذا تبدأ عملية بيولوجية مفادها إرسال الجلد إشارة إلى الدماغ لتوسيع الأوعية الدموية ومحاولة التخلص من هذه الحرارة الزائدة".
وتابعت: "إذا لم ينجح ذلك، فحينئذٍ يبدأ الجسم بالتعرق، وإذا لم يساعد ذلك بشكل كاف ترتفع درجة حرارتك وتواصل الارتفاع"، مشيرة إلى أنه مع ارتفاع درجة الحرارة الداخلية تبدأ أعراض الإنهاك الحراري بالظهور.
وعددت الخبيرة أعراض الإنهاك الحراري، قائلة:
- تشعر بالضعف.
- تصاب بالدوار.
- قد يكون لديك صداع.
- قد تشعر بالغثيان.
وأوضحت أنه "لسوء الحظ هناك حدود لمدى سرعة ومقدار جسمك في تبريد نفسه، وعند نقطة معينة يتحول الإنهاك الحراري إلى ضربة شمس، وهي حالة تتطلب فورًا التدخل الطبي لتبريد الجسم"، وفقا للمختصة.
الأشخاص المعرضين لمخاطر الحرارة الشديدة
هناك فئات بعينها تشكل درجات الحرارة المرتفعة خطرا كبيرا على صحتهم، مثل كبار السن والأطفال الصغار، فهم معرضون للخطر بشكل خاص، وفقا للطبيبة الأممية.
وقالت الدكتورة غيليموت: "كبار السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحرارة بسبب شيخوخة الجسم، فهم أقل قدرة على التخلص من هذه الحرارة الزائدة".
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعملون في الهواء الطلق (العمال) معرضون أيضا للخطر، وكذلك النساء الحوامل والأطفال والرضع والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة أو كامنة تؤثر على القلب والرئتين والكلى.
وأضافت: "في جميع أنحاء العالم هناك أشخاص يعانون من الفقر والتشرد وهم يتأثرون بشكل غير متناسب بالحرارة، لا سيما في المناطق الكثيفة".
وشددت على أنه "علينا أن نضع في اعتبارنا أنه حتى الشباب والأصحاء يمكن أن يتأثروا بالحرارة، عندما يمارسون الرياضة في الهواء الطلق خلال الجو الحار جدا، ومن يخرجون في الحر لفترة طويلة يمكن أن يتأثروا لفترة من الزمن".
وشرحت أن سبب ذلك يرجع إلى أن "عمل العضلات يخلق حرارة إضافية ويدفع الجسم للعمل بجهد مضاعف للتخلص من هذه الحرارة الإضافية".
وأشارت إلى حالات تصاب بالإجهاد الحراري خلال بعض المهرجانات والتجمعات التي تقام في الهواء الطلق، مثل الحفلات الموسيقية.
نصائح للوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس
قالت عالمة الصحة البيئية إن الناس قد يقللون من شأن تعرضهم للحرارة، والحقيقة أننا جميعًا معرضون لخطر الإصابة بأمراض الإجهاد الحراري وضربات الشمس إذا تعرضنا لفترة طويلة لظروف شديدة الحرارة.
وشددت على أنه قبل معرفة كيف نحمي أنفسنا من الموجات الحارة علينا معرفة علامات وأعراض الإنهاك الحراري وضربات الشمس، وقدمت مجموعة نصائح مهمة في هذا الشأن كالتالي:
- قد تكون درجات الحرارة داخل المنزل أكثر سخونة من الخارج، لذا فإن أكثر الأماكن أمانًا ستكون في الظل بالخارج.
- بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم مبرد الهواء (تكييف)، فإن استخدام المروحة هو بالتأكيد أداة مهمة لتقليل حرارة الأماكن المغلقة لكن إذا كانت الحرارة أقل من 40 درجة.
- عندما تزيد درجة الحرارة عن 40 درجة (104 درجات فهرنهايت)، فإن استخدام المروحة يزيد الأمر سوءًا ويمكنه تسريع التسخين في الجسم بدلاً من تبريده، وفي هذه الحالة.
- تأكد من ترطيب الأطفال، وفي حالة اللعب في الهواء الطلق عليهم أخذ قسطا من الراحة من فترة لأخرى.
- في حالة الأطفال الرضع، تاكد من تغطية العربة بقطعة قماش مبللة، لتخفيف مخاطر الحرارة الشديدة.