وجاءت تصريحات “غوتيريش” في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في نيويورك للتعليق على تسجيل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية هذا الشهر وفقاً لتقرير صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالاشتراك مع خدمة “كوبرنيكوس” لمراقبة تغير المناخ.
وأوضح الأمين العام “أن عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة واضحة ومأساوية، حيث تجرف الأمطار الموسمية الأطفال وتهرب العائلات من لهيب النيران وينهار العمال بسبب الحر الشديد”.
وأضاف “غوتيريش” أن “هذا الصيف قاسٍ بالنسبة لأجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وأفريقيا وأوروبا، مؤكدا أنها كارثة للكوكب بأسره”.
وأكد “غوتيريش” أن “هذا الأمر يتسق مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، لكن المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغير، مشيرا إلى أن “تغير المناخ أصبح هنا”.
وقال “غوتيريش”: “أن بعض التقدم تحقق، لكن هذا الأمر لم يذهب بعيداً بما فيه الكفاية أو بالسرعة المطلوبة، مؤكدا أن هناك العديد من الفرص الحاسمة لتحقيق هذا الأمر بما فيها قمة المناخ في أفريقيا وقمة مجموعة العشرين وقمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28)”.
ودعا “غوتيريش” قادة العالم لاسيما دول مجموعة العشرين لتسريع وتيرة العمل والعدالة المناخيين في مجالات ثلاثة، وأول هذه المجالات الانبعاثات، حيث شدد على ضرورة وضع أهداف وطنية جديدة طموحة للحد من الانبعاثات من قبل أعضاء مجموعة العشرين.
وشدد “غوتيريش” أيضاً على “أهمية دور الجهات غير الحكومية، حيث دعا الشركات والمدن والأقاليم والمنظمات المالية للمشاركة في قمة الطموح المناخي بخطط انتقال موثوقة تتماشى مع معيار الانبعاثات الصفري للأمم المتحدة”.
وأردف”غوتيريش” أنه “حان الوقت لحدوث طفرة عالمية في استثمارات التكيف لإنقاذ ملايين الأرواح من المذبحة المناخية”.
وأعرب عن قلقه من “أن دولتين فقط حتى الآن من دول مجموعة السبع وهما كندا وألمانيا، قدمتا تعهدات بتجديد موارد الصندوق. كما حث الدول على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار أثناء قمة المناخ (COP28) المقررة هذا العام في الإمارات العربية المتحدة قائلاً: “لا مزيد من التأخير أو الأعذار”.
وأنهى الأمين العام كلمته بالتأكيد على ضرورة “أن نحول سنة حرارة محرقة إلى عام طموح متقد .
الجدير بالذكر أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتوقع أن هناك احتمالية بنسبة 98% أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئاً على الإطلاق.
وتتوقع المنظمة أن يكون هناك فرصة بنسبة 66% لأن تتجاوز الزيادة في درجات الحرارة مقدار 1.5 درجة مئوية مؤقتا فوق متوسط الفترة ما بين عامي 1850-1900 لعام واحد على الأقل من السنوات الخمس القادمة.