تناول الاجتماع مواضيع عديدة تخص التبادل التجاري في مجال المنتجات الزراعية الغذائية الطازجة أو المصنعة والثروة الحيوانية الحية ومنتجاتها وذلك وفق روزنامة زراعية يتم الاتفاق عليها، والتأسيس لاستثمارات كبيرة وإنشاء مشاريع مشتركة يمكن أن تغذي السوق العمانية بالمنتجات الزراعية السورية وخاصة أن سورية تمتلك بيئة مناسبة لإنتاج العديد من المنتجات الزراعية، إضافة إلى الاستفادة من المنتجات العمانية كالأسماك والتمور والأسمدة وغيرها التي تم الاتفاق على أنه يمكن أن يكون التعاون عن طريق تبادل المنتجات على مبدأ المقايضة وبأشكال مختلفة لتلبية حاجة البلدين من المنتجات وخلال الجلسة أبدى الوزير قطنا استعداده لتوقيع عقد مقايضة لتوريد 100 ألف طن سماد يوريا مقابل أغنام العواس أو ما تحتاجه عمان من المنتجات السورية من خضراوات وغيرها من المواد القابلة للتصدير.
الوزير قطنا لفت إلى أن العلاقات السورية العمانية متجذرة وهناك اتفاق مشترك مع وزارة الزراعة العمانية حيث يتم إعداد برنامج تنفيذي له الآن، منوهاً بأن التعاون بدأ من خلال إرسال العديد من فسائل النخيل من مسقط إلى سورية لأغراض بحثية وحوالي 20 ألف غرسة زيتون إلى عمان.
ونوه الوزير بأهمية انضمام سلطنة عمان إلى الاتفاق الرباعي الذي ضم وزراء الزراعة في سورية والعراق والاردن ولبنان، حيث يتم العمل على انضمام مصر والسعودية وتونس أيضاً.
واستعرض الوزير الفرص والمشاريع الاستثمارية الزراعية التي طرحتها وزارة الزراعة في هيئة الاستثمار السورية وفق قانون الاستثمار رقم 18 لعام 2021 والتسهيلات والميزات التفضيلية التي يقدمها ويمكن الاطلاع عليها.
بدوره رئيس مجلس الأعمال السوري العماني وسيم قطان أكد أن هذا اللقاء هو خطوة مهمة لوضع الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي في هذا المجال الزراعي مؤكداً أهمية العمل بمبدأ المقايضة معتبره من أهم البنود التي تم الاتفاق عليها موضحاً أن تبادل السلع الزراعية الغذائية بين البلدين سوف يسهم في تخفيف سعر كلف الشحن والأعباء المادية على البلدين حيث يتم نقل المنتجات بنفس الشحنات الذاهبة إلى مسقط والقادمة منها ما ينعكس ايجاباً على سعر المنتج بالمبيع، ويسهم في تأمين القطع الأجنبي لاستيراد بعض المواد التي نحن بحاجة إليها. مؤكداً ضرورة مراجعة اتفاقيات التعاون في المجال الزراعي التي كانت موقعة وقائمة بين سورية وعمان وتحديثها وإعادة توقيعها واتخاذ خطوات عملية نحو تنفيذ برامجها بالتعاون مع مجلس الأعمال السوري العماني.
رئيس الوفد العماني طلال بن عيسى الحراصي أكد أهمية هذا اللقاء الذي طرح الفرص الاستثمارية التي يمكن تنفيذها بين الجانبين، حيث سيتم تدارس هذه المشاريع مع جهاز الاستثمار العماني أو مع مجموعة من رجال الأعمال أيضاً، لافتاً إلى أنه تم إنشاء مجلس الأعمال السوري العماني وأيضاً المجلس العماني السوري، وهما سيكونان حلقة الوصل في مناقشة مجموعة الفرص الاستثمارية التي تم الحديث عنها، سواء كانت في الخضراوات والفواكه واللحوم أم في القطاع السمكي أو في القطاع اللوجستي، مؤكداً أن تشكيل مجالس الأعمال في كلا البلدين يأتي بهدف تعزيز دور القطاع الخاص والاستفادة من إمكانياته في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين في مختلف مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والزراعة والسياحة وغيرها.
وأشار الحراصي إلى أهمية الأفكار التي تم طرحها وضرورة التعاون العلمي والفني مع الجانب السوري في المجال الزراعي بما يحقق مصلحة البلدين.
وذكر رئيس الوفد أنه ستتم زيارة بعض المحافظات السورية في الأيام القادمة للاطلاع على تجارب الزراعة السورية وخاصة في البيوت المحمية في الساحل السوري.
رائد طباع من مجلس الأعمال السوري – العماني أشار إلى أهمية توثيق العلاقات الاقتصادية ولاسيما في المجال الزراعي مع سلطنة عمان مع التأكيد على أهمية تبادل المنتجات بين البلدين مشيراً إلى أن هناك تناغماً في العلاقات الاقتصادية ويجب استثماره لما فيه مصلحة البلدين.