وأضاف أنه تم حينها إجراء 13 مناقصة لتأمين احتياجات الشركات من هذه المواد (لباس أمن صناعي من جلد الأنشير مقاوم للحريق للعمال في محطات التحويل، جهاز كاشف للتوتر المتوسط وبانسات وكرات إطفاء خاصة بمحطات التحويل، وقبعات واقية من الصدمات، وأحزمة أمان وغير ذلك من المواد).
وأعاد النجار الفارق الكبير بين اعتمادات العامين إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، إضافة إلى أن ميزانية المؤسسة كانت خلال العام الماضي 80 ملياراً، أما في العام الحالي فهي ارتفعت إلى 400 مليار، لذا تم زيادة مخصصات هذه المعدات، لافتاً إلى وجود توجيهات حكومية لزيادة التركيز على أهمية سلامة العامل، حيث سيتم خلال العام الحالي توقيع عقود لتأمين اللباس المقاوم للحريق الذي يحدث بسبب الصعق وتزويد كل المحطات به.
وحول الصعوبات التي تواجهها المديرية في تأمين مواد ومعدات الأمن الصناعي، بيّن النجار أنها تتمثل في إخفاق المناقصات وفروقات الأسعار، ما يعيق تأمين احتياجات الشركات التي تصل إلى نحو 26 مادة بكميات كبيرة جداً، حيث إن الاعتمادات المخصصة لا تكفي هذه الكميات، إذ تستطيع المديرية تأمين نحو 40 بالمئة فقط منها، مع إعطاء تفويض للمديرين لإجراء مناقصات لتأمين هذه المواد من الاعتمادات المالية المخصصة لهم.
ومن جهة أخرى، بيّن النجار أن عام 2023 شهد حادثتي وفاة بسبب الصعق في حماة ودمشق، إضافة إلى 5 إصابات بشرية أثناء القيام بأعمال الصيانة، مشيراً إلى أن نقص عمال الطوارئ يصل إلى نحو 60 بالمئة بسبب التسرب والتقاعد، إذ وصل النقص إلى وجود عامل واحد في كل ورشة بمحطات التحويل، ولم تتم معالجة هذه المشكلة خلال المسابقة المركزية لأن أكثر المتقدمين كانوا من الإناث، فتم تسليمهن أعمالاً فنية وإدارية، مؤكداً أن هؤلاء العمال أصبحوا خبراء بسبب الصعوبات التي تمكنوا من التحايل عليها خلال سنوات الأزمة.
ومن جهة أخرى، أشار النجار إلى أن أعطال مراكز التحويل تكثر في فصل الشتاء بسبب التقنين الكهربائي وزيادة الحمولات خلال ساعات الوصل التي تتجاوز 200 بالمئة في كثير من الأوقات، ما يؤدي إلى احتراق الكابلات والمحولات والقواطع، مبيناً أن كثرة الأعطال أمام قلة العمال تجعل العامل الخبير والمتمكن يمتنع عن ارتداء ملابس الحماية كي يستطيع الإحاطة بكل الأعطال الحاصلة في الوقت ذاته، ما يؤدي إلى بعض حوادث الصعق، متابعاً: «أما بالنسبة للمحطات فإن نسبة الخطأ قليلة فيها، وذلك بسبب إجراءات حجز خط التوتر التي تقوم بها المؤسسة قبل المباشرة بعملية الصيانة، لإعلام جميع الجهات بعدم رفع أي قاطع خلال العملية»، مؤكداً وجود ورشات تعمل بشكل يومي في المحطات تقوم بصيانات وقائية لمنع حدوث أعطال كبيرة تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة بأكملها.
وفي السياق، كشف النجار عن سرقة نحو 14 محولة تحويل منخفض في المحافظات السورية خلال العام 2023، بينما وصل طول الأمراس النحاسية المسروقة (0.4 ك. ف) إلى 124.586 كم، أما أمراس الألمنيوم فقد وصل طولها إلى 6454 كم، والكابلات النحاسية إلى 9839 كم، في حين وصل حجم الكابلات الألمنيوم المسروقة (20 ك. ف) إلى 20 كم، لافتاً إلى أنه خلال سنوات الأزمة وصل عدد مراكز التحويل المسروقة إلى نحو 4634 مركزاً.