وذكر مدير المعمل عبد الحميد البليخ بحسب صحيفة تشرين السورية، أن المعمل حالياً في طور التشغيل التجريبي، وبعد انتهاء هذه الفترة سيعود إلى العمل والإنتاج بشكل طبيعي.
وأكمل البليخ أن بعض مكونات المعمل مازالت في مرحلة عدم استقرار، كضاغط التبريد مثلاً، وفي حال استقرار تلك المكونات سيعود المعمل إلى الإنتاج خلال الأيام القليلة القادمة. علماً أن مكونات المعمل من ضواغط وغيرها تعمل حالياً، لكنها مازالت بحاجة إلى ضبط ومعايرات لمنع تهريب أي كمية.
وأوضح البليخ أن عملية الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل شملت جميع مكونات وأقسام معمل غاز السويدية، وذلك لأن قوات الاحتلال التركي قامت عند الساعة العاشرة والربع من ليل الاثنين الموافق 15 كانون الثاني 2024 بتدمير المعمل تدميراً كاملاً عن بكرة أبيه بالطيران الحربي والمسير والصواريخ، ما أدى إلى توقفه عن الإنتاج وخروجه عن الخدمة.
وأشار البليخ إلى أن هذه الهجمات أدت إلى توقف إنتاج الغاز والكهرباء في المنطقة كلياً، وبعد الكشف عن الأضرار التي لحقت بالمعمل تبين أن عملية الإصلاح والتعمير صعبة جداً، وتتطلب إمكانيات كبيرة من حيث ورش العمل والكوادر الفنية المتخصصة والآليات والمعدات الهندسية والمواد اللازمة وقطع الغيار.
وأكمل البليخ علاوة على أن أعمال الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل بحاجة لوقت طويل يمتد لعدة أشهر، وهذا ما حصل بالفعل، حيث باشرت الكوادر الفنية والورشات العاملة في المعمل عمليات الصيانة والإصلاح مباشرة دون توقف، منذ توقف الهجمات التركية، واستمرت حتى شهر أيار الحالي، وستستمر حتى نهاية الشهر أو بداية حزيران القادم.
ولفت البليخ إلى أن التكلفة الأولية تقدر بمليار دولار فقط لإصلاح معمل الغاز وحده، وذلك لأن القصف التركي استهدف منشآت خدمية أخرى في شمال وشمال شرق الحسكة، منها العنفات الخمس في منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية بشكل مباشر، وتم تدميرها بشكل كامل، كما تم استهداف 8 عنفات غازية لتوليد الطاقة الكهربائية، تابعة لمديرية حقول الحسكة للنفط، في منطقة الرميلان شمال شرق الحسكة، إضافة إلى استهداف ساحات التحويل ومحولات القدرة.
وأردف البليخ: إن العنفات الخمس في منشأة توليد الطاقة في السويدية تتزود بكمية مليون و 350 ألف م3 من الغاز الحر من مديرية استثمار غاز الحسكة في شمال شرق المحافظة، والتي تزود أيضاً 8 عنفات لمديرية حقول الحسكة في الشركة السورية للنفط بكمية 650 ألف م3. وذلك عبر محطة التنشيف أو النهاية، التي تُعدّ مركز التنسيق بالنسبة لمديرية استثمار غاز الحسكة، لكونها المسؤولة عن تنسيق وتوزيع الغاز القادم من محطات الغاز الحر التابعة للمديرية، وهي محطات رميلان وترياسي السويدية وعودة وحمزة إلى جانب محطة غازية جديدة صناعة محلية.
مضيفاً: إن القصف التركي طال أيضاً حقول السويدية التي تنتج 116 ألف برميل يومياً من النفط، وتعتبر من أكبر الحقول السورية، ويُقدر وجود ما يقارب 25 بئراً من الغاز في هذه الحقول.
حقل عودة
وتابع البليخ: إن حقل عودة في ريف القحطانية الذي استهدفه المحتل التركي أيضاً بعدوانه مطلع العام الحالي، يعد أحد أهم مصادر تزويد منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة، بالغاز اللازم لتشغيل عنفات توليد الكهرباء في المنشأة. وهو أحد الحقول الـ 12 التي تضمها مديرية الحسكة في الشركة السورية للنفط شمال شرق الحسكة، وهي حقول ( الرميلان – الزربة – السويدية – كراتشوك – عليان – عودة – دجلة – حمزة – ليلان – بدران – بعشوق – شامو). ويتكون حقل عودة من 9 آبار نفط، من بين 1322 بئراً، تضمها مديرية الحسكة للنفط في منطقة الرميلان، إضافة إلى قرابة 25 بئراً من الغاز في حقول السويدية بالقرب من حقل رميلان.
مشدداً على الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة بالنسبة للمنطقة، كونها تؤمن التغذية الكهربائية للمنشآت الخدمية الحيوية مثل محطات مياه الشرب والمشافي والمطاحن والمخابز وغيرها من المؤسسات الخدمية.
وأكد البليخ أن منشأة السويدية للغاز هي الوحيدة في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، التي تنتج الغاز المنزلي. حيث تستخدم 660 ألف م3 من الغاز لتعبئة نحو 13 ألف أسطوانة غاز منزلي يومياً، تغذي سكان شمال شرق سورية، إضافة إلى ذلك يوفر المعمل كمية 500 ألف م3 من الغاز لتشغيل ست عنفات غازية تولد 40-50 ميغا واط من الكهرباء لمحافظة الحسكة.
يشار إلى أن معمل السويدية للغاز أنشئ مطلع الثمانينات من القرن الماضي من قبل شركات فرنسية، بالقرب من قرية السويدية الواقعة شمال شرق الحسكة.
وتضم محافظة الحسكة معمل غاز آخر، هو معمل غاز الجبسة، في منطقة عمل مديرية حقول الجبسة للنفط، في منطقة الشدادي جنوب الحسكة.