ظاهرة "اللانينا" تنذر بموجات حر أكثر شدة عالمياً

الأربعاء 19 يونيو 2024 - 09:25 بتوقيت غرينتش
ظاهرة "اللانينا" تنذر بموجات حر أكثر شدة عالمياً

ظاهرة "اللانينا" هي ظاهرة مُناخية طبيعية تتسم ببرودة غير طبيعية لمياه المحيط الهادئ الاستوائي، وعلى الرغم من أن تأثيرات "اللانينا" تكون متنوعة ومعقدة وتختلف حسب المنطقة الجغرافية، فإنها قد تؤدي إلى زيادة حدة موجات الحر في بعض المناطق ويؤكد المختصون أنه علمياً ومُناخياً فإن ظاهرة اللانينا تتنامى وتُعلن دخول دورة مُناخية جديدة وآثارها تنعكس على درجات الحرارة العالمية.

ويُتابع المُختصون الجويون في القسم المُناخي في مركز طقس العرب تداعيات ظاهرة اللانينا التي تتنامى بشكل واضح فوق مياه الجزء الاستوائي من المُحيط الهادئ، حيث انخفضت درجة حرارة المنطقة الاستوائية من المُحيط الهادئ قُبالة سواحل امريكا الجنوبية عن مُعدلاتها الطبيعية ويعني ذلك أن هناك دورة مُناخية جديدة بدأت تظهر في مياه المحيط الهادئ المُناخية والتي تستمر معنا خلال الأشهر القادمة أي أشهر الصيف لهذا العام ولكن ما أثر ذلك على موجات الحر عالمياً؟
قال المُختصون بعد اجراء دراسة موسعة إن "لظاهرة اللانينا دوراً في زيادة حدة موجات الحر في بعض المناطق حول العالم من الناحية الإحصائية، وتتميز هذه الظاهرة بانخفاض درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ الشرقي، كما أنها تؤثر على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الوطن العربي. ويعني ذلك أن هناك دورة مُناخية جديدة بدأت تظهر في مياه المحيط الهادئ وهي عبارة عن تنامي لظاهرة (اللانينا) المُناخية والتي تستمر خلال الأشهر القادمة بما فيها أشهر الصيف لهذا العام".
وفيما يتعلق بموجات الحر في الوطن العربي والعالم، فقد قال المُتنبئون الجويون في مركز طقس العرب بأن "الأبحاث تشير إلى أن تأثير اللانينا على منطقة الوطن العربي يمكن أن يكون متغيراً ومعقداً، حيث قد لا تكون هناك علاقة مباشرة وثابتة بين اللانينا وموجات الحر في هذه المنطقة، والتأثيرات يمكن أن تتنوع بناءً على الموقع الجغرافي والتأثيرات المناخية المحلية الأخرى".
أما على مستوى العالم، فاللانينا يمكن أن ترتبط بموجات حر قوية في بعض المناطق ودرجات حرارة أقل في مناطق أخرى، وذلك اعتماداً على التفاعل بين اللانينا وأنماط الطقس الإقليمية، فعلى سبيل المثال :
– 
زيادة في هطول الأمطار في مناطق معينة: مثل جنوب شرق آسيا، شمال أستراليا، وأجزاء من البرازيل.
الجفاف في مناطق أخرى: مثل جنوب الولايات المتحدة، جنوب البرازيل، وأجزاء من الأرجنتين.
بالمجمل أوضح المُختصون أنه بينما هناك بعض الأنماط العامة المرتبطة باللانينا، إلا أن التأثيرات الدقيقة يمكن أن تختلف باختلاف الموقع والتفاعلات المعقدة بين العوامل المناخية المختلفة، ولكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مُناخ العالم إذ إن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات مُعالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة مع ضرورة التأكيد أن هذه الدورات المُناخية ماهي إلا جزء لايتجزأ من أنماط عملاقة تحرك انظمة الطقس العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019