وحسب دائرة آثار دمشق، بقيت أبوابها مشرعة للقرَّاء إلى أن أغلقت مع بداية الحرب على سورية، بينما أعيد ترميمها وتمَّ افتتاحها نهاية العام الماضي لاستقبال الزوار والمهتمين وأزيلت جميع التعديات من قبل الجوار عن جدرانها.
تقع المكتبة في سوق باب البريد بالقرب من الجامع الأموي، وتتبع حالياً لمجمع اللغة العربية.. بُنيت على الطراز المملوكي في القرن الثالث عشر، سنة 676 هـ الموافق 1277 م، وأُنشئت على يد الظاهر بيبرس رابع سلاطين الدولة المملوكية، لكنَّه مات قبل إنهائها، فأكمل ابنه السعيد بناء التربة والمدرسة، ثم نقل جثمان أبيه إليها ودفن إلى جانبه.
تتألف المكتبة من طابقين، وتضمُّ الكثير من العناصر المعمارية الفنية وأجمل ما بنى المماليك، كما تختلف عن بقية المكتبات الدمشقية بفنها المعماري المستوحى من تقاليد الفن الأيوبي المتميز بالأحجار البيضاء والوردية المنحوتة، والجدران المزخرفة من المرمر الملوَّن والمصدَّف على طريقة الفسيفساء.
أما أقسام المكتبة فتتألف من ثلاث قاعات وثلاثة مستودعات، كما احتوت سابقاً على دائرة تصوير فيها أحدث الأجهزة لتصوير الكتب والوثائق، ومن الملاحظ أنَّ الحمام الملاصق لها من جهتها الشمالية كان من أجزاء المدرسة القديمة.
ويُروى أنَّ عالم الحديث محمد ناصر الدين الألباني أحد أعلام دمشق أمضى فترة من الزمن كي يقوم بفهرسة كتب الحديث فيها، وألّف كتاباً بعمله أسماه فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية، ويذكر في كتابه أنَّ ما دعاه إلى فعل ذلك، البحث عن ورقة ضائعة من مخطوط لكتاب، إلا أنَّه في النهاية لم يتمكَّن من العثور عليه.
المصدر: صحيفة الثورة