واليوم، مع اقتراب موعد الاستئناس الحزبي بمحافظة حماة لانتخابات الدور الرابع من مجلس الشعب يوم الخميس المقبل 27 الشهر الجاري، نشط سوق الحملات الدعائية لمرشحي «البعث»، على صفحات (الفيسبوك) الخاصة بالمرشحين وأفراد أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم، وتلك العامة التي يديرها نشطاء وإعلاميون، وبعضها بمقابل مادي أعلنه أولئك الناشطون صراحة لنشر صور المرشحين ودعاياتهم، ليستفيدوا من سعة انتشار صفحاتهم وكثرة متابعيها، ولكون ذلك فرصة جيدة لأصحاب تلك الصفحات لجني مردود مادي جيد في هذه الفترة التي تشهد نشاطاً دعائياً محموماً، وبعضها الآخر مجاني بحكم الصداقة أو الجيرة أو النخوة أو الفزعة!.
بينما كثف العديد من المرشحين زياراتهم إلى الفرق الحزبية في مناطقهم وغيرها من مناطق المحافظة، لكسب ود الناخبين من البعثيين، وحيازة أصواتهم يوم الاستئناس الذي سيقام في مدرج كلية الطب البيطري بجامعة حماة والمراكز الثقافية في سلمية ومصياف والسقيلبية.
إلا أن الملفت للانتباه أيضاً، ما أظهرته الحملات الانتخابية للمرشحين المستقلين، من فوارق مادية فيما بينهم، باكتفاء الفقراء منهم بصفحات التواصل الاجتماعي في دعاياتهم الانتخابية، التي لم تتعد نشر صورهم الشخصية، مع بعض العبارات والجمل، لنيل رضا المواطنين، وتعاطفهم معهم في هذه المعركة الانتخابية، التي تشكل بالنسبة لهم نقطة تحول مهمة في عمل المجلس، ومكافحته للفساد والتصدي للفاسدين والمتسترين عليهم، والذين يعوقون تحسين الظروف المعيشية والنهوض باقتصاد الوطن، ما جعل من فئة الشباب الأكثر انحيازاً لهم منهم المواطنين ومد عزيمتهم بأصواتهم التي تحدث فرقاً جوهرياً بوصول الكفاءات الشابة والقدرات الخلاقة والطاقات الجبارة إلى البرلمان، والقادرة على إحداث تغيير في عمله التشريعي، والرقابة الفاعلة لأداء الحكومة.
أما المرشحون من أصحاب الملاءات المالية، ومعظمهم من "كبار كبار التجار" و"شيوخ العشائر" ووجهائها، فقد ملأت صورهم الضخمة اللوحات الإعلانية الطرقية، متقصدين إدخال أساطيل سياراتهم وعمالهم بنشر لافتاتهم (الفليكس)، ولصق صورهم الملونة في الشوارع الرئيسة والطرقات الفرعية، وجدران المباني العامة والخاصة والمساجد والدوائر الحكومية، وأسوار الحدائق وأشجارها والمدارس والكليات الجامعية، وحتي شارات الدلالة الطرقية بين المدن والقرى.
أما المواطنون، كان لهم حديث آخر بالتأكيد على زيارة المرشحين لمناطقهم وتوزيع سلال غذائية ومعونات عينية، إلى جانب إطلاق الوعود لهم بتعبيد الطرق الترابية، ومعالجة وضع مكبات القمامة التي يعانون منها منذ سنوات طويلة، وبتأمين كافة الخدمات، ومعالجة شح مياه الشرب، كل ذلك شرط انتخابهم من قبلهم.
لم تكن هذه الحال في المدينة فقط، حيث أكد مواطنون من بلدة تلدرة بريف سلمية الغربي لـ"الوطن"، أن وفود المرشحين تقصد القرى وتزور المعارف والمقربين والمسؤولين لكسب ود الناس وأصواتهم.
وأضافوا "كالعادة عند كل فعالية فيها انتخاب ترى السيارات الفارهة والمكيفة، والأشخاص الذين يرتدون الطقم الرسمي يصولون ويجولون والضحكة بأفواههم شبر، وعندما تنتهي الفعالية لا تراهم إن نجحوا أو لم ينجحوا، مؤكدين أن أصواتهم لن يعطوها إلا لمن يعمل في خدمة الوطن".
من جهة أخرى، بيَّن رؤساء الوحدات الإدارية وجود مخالفات للتعليمات الانتخابية من قبل العديد من المرشحين، بنشر صورهم ودعاياتهم بشكل عشوائي، وهو ما يسبب تلوثاً بصرياً للمظهر الجمالي في المدينة أو القرية، وأوضحوا أنهم سيحصون الحالات المخالفة ويسطرون بها مذكرات للمحافظة، كي تنظر فيها وتتخذ بشأنها القرار المناسب.
المصدر: الوطن