الظروف الجوية تساعد المشمش على حساب الكرز .. والفلاح هو الخاسر الأكبر

الخميس 4 يوليو 2024 - 10:51 بتوقيت غرينتش
الظروف الجوية تساعد المشمش على حساب الكرز .. والفلاح هو الخاسر الأكبر

لم تكن الفواكه الصيفية لهذا العام أقل حظاً من غيرها في التأثر بظروف المناخ والزراعة بشكل عام، في وقت تجاوز به الانتاج التوقعات بتقديرات جيدة نوعاً ما لهذا الموسم، أمام انخفاض أسعار الكرز أمام احتفاظ المشمش بسعرٍ عالٍ بين 10-20 ألف ليرة، حسب الصنف وقوة العرض والطلب في الأسواق.

تأثيرات المناخ

لم يسلم منها أي موسم، فيما بدا الناجي الوحيد منها هو الزراعات البعلية، التي يدخل الكرز ضمنها في مناطق ريف دمشق، هذا العام لاءمت الظروف هذا الصنف، من وجهة نظر مدير زراعة ريف دمشق المهندس عرفان زيادة، الذي قدر الموسم بمستوى جيد جداً، حسبما أشارت التقديرات الأولية لإنتاج الكرز في ريف دمشق هذا العام أكثر من 47 ألف طن، فيما قدرت كميات المشمش بحالة جيدة لحاجته لكميات إضافية من الأسمدة بواقع إنتاج بلغ أكثر من 17 ألف، ليبقى الأخير ضمن دائرة الكماليات لارتفاع أسعاره عكس الكرز، الذي وفق توصيف زيادة يتأثر بارتفاع الحرارة أكثر.

من المنتج إلى المستهلك

إلا أن السؤال اليوم .. إذا كان كيلو المشمش يباع من الفلاح للتاجر بـ3 آلاف ليرة، ما المبرر لوصوله إلى 15 ألف ليرة في السوق المحلية؟

يجيب أمين سر غرفة زراعة دمشق الدكتور مجد أيوب، بالاشارة لتأثير الحلقات الوسيطة بين الفلاح والمستهلك مؤكداً وجودها بكل دول العالم وليس سورية فقط، مقدماً بالوقت ذاته تفسيراً لما بحصل قائلاً " إفي حال قام الفلاح ببيع إنتاجه للتاجر من باب مزرعته بسعر ثلاثة آلاف ليرة فهو بذلك يحصل على حقه، ويخفف عن كاهله أعباء كثيرة يتحملها التاجر أو "الضمَّان" الذي قبل شراء الانتاج بكل ما تكلفه من أجور النقل المتعلقة بأسعار المحروقات المرتفعة، إضافة للنسبة التي سيدفعها لتاجر سوق الهال التي تتراوح من 5-7٪ مع احتمالية رداءة البضاعة، عدا عن نسبة تاجر نصف الجملة وتاجر المفرق الذين ليس لهم نسبة محددة وتختلف من سوق لآخر".

 ويضيف أيوب شارحاً الفروق بين سوق وآخر "نسبة التاجر في سوق الشعلان مثلاً 100٪  بينما في سوق باب السريجة نسبتهم 10٪، وهي من أسباب زيادة التكاليف في البيع والشراء"، كل ذلك يرتب على الفلاح تكاليف إنتاج عالية كالمحروقات وأسعار السماد الغالية والمبيدات الحشرية والفطرية، التي باتت عالية مقارنة بما قبل الأزمة، حيث بلغ سعر الليتر منها سابقاً ألف ليرة واليوم سعره 200 ألف ليرة، والفروق يتكبدها الفلاح في البداية، ليتم إضافتها إلى الانتاج بعدها، الذي باعه التاجر ثم بدوره يحتسبها على تاجر سوق الهال، ضمن حلقات كل منها يحمل الأخرى الخسارة وصولاً للمستهلك، الذي سيتحمل كل الخسارات ويدفعها من جيبه أيضاً.

سياسة التصدير

كغيرها من المواسم، تم تصدير كل من الكرز والمشمش من خلال البرادات أو الطيارة خاصة لدول الخليج، بمعدل 4 برادات بوزن 18 طناً تحوي الفواكه والخضار، مع وجود بعض المشاكل ضمن الطريق إلى الأردن والسعودية على حد تعبيره.

إلا أن مسألة حصر الكميات المصدرة باتت صعبة اليوم، لكون معظم غرف الزراعة بالمحافظات تصدر شهادات منشأ حتى إلى جانب غرف التجارة أيضاً، التي تصدِّر أحياناً منتجات زراعية باسم شهادة منشأ تجارية.

كل ذلك يأتي وسط  عرض مديرية الإحصاء والتخطيط في وزارة الزراعة أرقام وإحصائيات الانتاج لهذه المواسم، والتي بلغ فيها إجمالي إنتاج القطر من المشمش لعام 2023 بلغ 54686 طنًا، منها 17541 طنًا في ريف دمشق، بينما بلغ إنتاج الكرز للعام نفسه 72694 طنًا منها 46590 طنًا في ريف دمشق في حين لم يتم إحصاء موسم 2024 للآن لعدم انتهاء الموسم.

وإن كان إنتاج سورية يكفي حاجة السوق المحلية إلّا أنه تراجع خلال الأزمة بنسبة 50٪ تقريباً بعد أن بلغ الإنتاج 112,7 ألف طن من المشمش في عام 2010 محققة في ذلك الوقت المرتبة الثالثة عربياً والتاسعة عالمياً.

المصدر: صحيفة تشرين

جميع الحقوق محفوظة لقناة العالم سورية 2019