وضمن زوايا غاليري البيت الأزرق، أطلقت الشابة همسة شلهوب معرضها الفني الأول، مستخدمة بذلك الإكرليك والزيتي تبعاً لاحتياجات اللوحة ورسالتها وما تريد إيصاله للمتلقي، ليبرز الاختلاف فيما بينها وفقاً للمجموعة اللونية والتكنيك المستخدم.
"منذ قرابة عام بدأت التحضير للمعرض، واليوم، بحضور عائلتي والأحبة والأصدقاء والزوار الكرام سعادتي لا توصف بكشف الستارة عنه وظهوره للعلن، ممن قصدوا المعرض لتذوق الفن"، بهذه الكلمات تروي الفنانة شلهوب لحظاتها الأولى مع عائلتها والقائمين على غاليري البيت الأزرق من أجل إتمام معرضها .
معاناة العائلة السورية من السفر والهجرة كانت حاضرة بقوة ضمن معرض شلهوب، الذي ترك أثراً كبيراً وعظيماً لدينا جميعاً، لاسيما بعد فقد البعض أحبتهم أو اضطرارهم لمغادرة منازلهم، ما دفع شلهوب لتناول هذه الظاهرة ضمن لوحاتها بطريقة مختلفة بعض الشيء، بعيداُ عن الأسلوب المباشر بتناولها، بل من خلال شخصيات تحمل حقائب سفر أو تغلق باب البيت أو تهرع مسرعة من هول ما، عبر الإشارة لذلك من خلال تجسيد الشخصيات التي تتأمل وتحاول استذكار عائلاتها وأصدقائها وكل ما كان يحيط بها .
غلبت الحالات الإنسانية على أعمال الفنانة شلهوب، باستخدام أسلوب تعبيري قريب إلى الواقع، والميل بعض الشيء إلى الطبيعة الصامتة بشكل إيحائي رمزي دون التقيد بألوان معينة، حيث تعمل على صياغة مجموعة لونية تخدم كل عمل تنجزه، محاولة بذلك إيصال ونقل شعور الأشخاص الذين يعيشون حالة الاغتراب وتسعى إلى تجسيد ألم الفراق ولظى الفقد، فهم يعجون بمشاعر الحنين والشوق للأماكن وللأشخاص، ولكل ما عاشوه وافتقدوه، وهو ما يعتبره البعض أشياء بسيطة وسهلة النسيان ولكن تبرهن الأيام عكس ذلك.
لم يأت معرض الفنانة الشابة همسة شلهوب بمحض الصدفة، بل بعد مشاركتها في وقت سابق بمعرض جماعي احتضنه غاليري البيت الأزرق، إلى جانب مجموعة من الخريجين الشباب، ليقع الاختيار عليها لتقديم معرضاً فردياً، ويعود الفضل في ذلك إلى مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد الذي كان مشجعاً وداعماً ومذللاً للعقبات ومقدماً جميع التسهيلات، ومقدماً فرصة العرض الفردي لها.
المصدر: الوطن